آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-09:23م

حسحس ورحمة

الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - الساعة 09:23 م

محمد عبدالله الموس
بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب




حسحس ورحمة هما شابان عراقيان، فالاول حسام الامير وهو ينتمي الى الفلوجة في محافظة الأنبار والاخرى رحمة بسام وهي تنتمي الى محافظة الموصل وكلاهما ضحايا النكسة العربية الثانية، بعد نكسة ١٩٦٧م، تلك النكسة الثانية التي لم تصب العراق فقط، ولكنها أصابت عدد من الدول العربية دون غيرها من دول المعمورة، ومرد ذلك يرجع الى ان تلك الدول كانت رخوة، اي لا تديرها مؤسسات وانما يديرها حاكم مطلق مات ومات معه الوطن.

فكارثة احتلال العراق وتدمير مؤسساته الوطنية وتجريم حزبه أدى الى انهياره الكامل ولم تعد هناك مؤسسات او قوى وطنية تحفظ للعراق وحدته وسلامته ولم تعد للناس مظلة وطنية يحتمون بها، لذلك برزت المظلات الاثنية والمذهبية التي ادخلت العراق في نفق مظلم، ثم جاء الربيع العربي الذي دفع اكثر من بلد عربي الى المجهول بغياب الزعيم (الملهم) ونجت منه دول اخرى بفضل تماسك مؤسساتها الوطنية وعلى رأسها الجيش.

معاناة العراقيان (حسحس ورحمة) تعكس معاناة جيل عربي كامل، فحسام الامير الشهير ب (حسحس) عاش فترة شباب قاسية اذ كان يدرس ويعيل اسرته حتى اكمل دراسته الجامعية في ظل حياة شديدة الصعوبة كما يروي ذلك.

اما الشابة رحمة بسام فقد هاجرت مع اسرتها الى خارج العراق حتى وصل بهما التنقل الى امريكا بعد عناء ومعاناة بسبب ضيق ذات اليد كما تروي هي الاخرى، والاثنان جمعتهما منصة(تيك توك) واوصلتهما الى الزواج بدعم جمهورهما ورجال اعمال يحبونهما.

ما اوصلني الى الاطلاع على (حسحس ورحمة) في اليوتيوب هو تصريح لوزيرة عراقية قالت انها ستقدم مقترح للبرلمان لحجب منصة (تيك توك) في العراق لأن مستواها هابط، حد وصفها، هذا اذا اعتبرنا ان الاعلام الموجه، حزبيا او رسميا، ليس هابطا حين يتحفنا بأن الزعيم تناول فطوره اليوم في مزرعته، او انه دخل الحمام ليقضي حاجته في المساء او الصباح.

دعابات حسحس ورحمه، وغيرهم، وقد اكتشفت من ان كثير من اصدقائي يعرفونهما، هذه الدعابات لا تخلو من جراءة، تحضى بملايين المتابعين من مختلف دول العالم ومن كل الدول العربية وهي طريقة للتعبير لم تألفها بعض العقول الصدئة.

عدن
١٦ أبريل ٢٠٣٤م