آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-12:01ص

تغريدة العيد

الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - الساعة 06:42 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


ستمضي بريطانيا في لعبتها في اليمن على طريقة شغل مختلف الاوساط فيها بتغريدة العيد التي تمثل جوهر السياسة البريطانية و خلاصة فلسفتها في ادارة مستعمراتها بصورة مباشرة وغير مباشرة ، والتحكم بحاضرها ومستقبلها معا .
ولن نستطع الخروج بحصيلة تذكر من عملية تحليل تغريدة السفارة البريطانية وتهنئتها السياسية الشهيرة بعيد الفطر المبارك ، لكنها استطاعت في كلمات معدودات من خلط اوراق كافة القوى السياسية المتناحرة في اليمن ،  و الحليفة لاطرافها الداخلية من دول الاقليم ، وستظل من الغازها السياسية العصية على الحلول ، مهما تعاطت معها العقول ، فهي حمالة اوجه من كل الاتجاهات ، ويمكن ان يفسرها كل طرف بما يهوى ، لا كما ينبغي فهمها كنوع من الحقائق المجردة الغائبة اصلا عن عالم السياسة و ادبياتها القائمة على المصالح و كيفية ادارتها ، والحفاظ عليها في الحرب والسلم معا .
وقد تطول عملية تفاعل مختلف الأطراف مع التغريدة ، وانطلاق البعض منها في البناء الايجابي والسلبي عليها ، رغم تعامل حكومة صاحبة الجلالة ، ولعب اذرعها الدبلوماسية في اليمن وغيرها من بلدان المنطقة على المكشوف ، دون ان يجرؤ احدا من قياداتها على النطق ببنط شفه .
لكن تغريدة العيد ، تمثل خلاصة حقيقة لمنهجية و فلسفة السياسة البريطانية المعروفة بفرق تسد ، دونما ان يطرأ اي تغيير جوهري عليها .