آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-09:12م

هل تتحول المسرحية إلى حقيقة في المشهد الأخير

الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - الساعة 12:40 ص

احمد السيد عيدروس
بقلم: احمد السيد عيدروس
- ارشيف الكاتب


كاد ينتهي عمر جيل كامل من المشاهدين ولم يصلوا للمشهد الأخير لأطول مسرحية في التاريخ الحديث، أهم شيء في هذا الحدث التاريخي أننا سنكون بعيدين وليس لنا أدوار في المشهد الأخير، سنشاهد الحدث عبر التلفاز ونحن نحتسي فنجان القهوة والبن اليمني ومذاقه الروحاني الذي يذهب عطش السنين.
هذه المرة سنشاهد المباراة من المدرجات وسنكون الجمهور الذي يصفق لكل هدف يهز شباك الفريقين على حد سواء فنحن جمهور منصف لا نميل إلى جهة بالذات حين يكون الفريقين قد تمرنوا لعقود على تراب الأرض العربية.. ولأن المباراة بين محترفين دوليين كبار سيضيف هذا نكهة إلى فنجان القهوة لدينا فهي ليست مباراة كالتي تلعبها فرقنا الشعبية الحافية والتي تلعب بدون حكم ولا كرة ولا ملعب فنحن دائماً نشاهد فرقنا تلعب في الشارع وغالباً تكون الكرة ملك للجيران حين يأخذونها تتوقف المباراة وحين يعيدونها تعود المباراة لكن في مباراة المحترفين الدوليين الأمر مختلف كلياً فكل فريق لديه مئات الكرات الخاصة به.
المباراة بين المحترفين لها طقوس خاصة يتم فيها استحضار كل الأحقاد لألفين عام أو أكثر حتى تذوب الأقنعة التي خدعونا بها طوال عقود فاليوم المباراة ستكون بين الكبار وسيتم الثأر للأسكندر الأكبر أو منه لا نعلم فالمباراة لم تنتهي بعد.
المباريات بين المنتخبات الدولية لها مذاق خاص عند المشاهد اليمني لأن المحترفين الذين يلعبون اليوم وقفوا يشاهدون مباراتنا تسع سنوات وهم يرتشفون كأس النبيذ المعتق ولم يوقفوها، كان بإمكانهم أخذ الكرة فقط وستتوقف المباراة، لكنهم كانوا في كل مرة تتمزق فيها الكرة يرمون لنا كرة أخرى حتى نستمر في الركض خلفها، تسع سنوات مرت ولم يفكر أحد منهم ولو للحظة في التدخل لوقف المباراة التي أرهقتنا، بل كانوا يستمتعون بالمشاهدة كما نفعل نحن اليوم.
سأخبركم بسر لكن إياكم أن تخبروا به أحد، هناك مرتزقة أعرفهم في دكة الاحتياط يريدون النزول للملعب لا لشيء فقط كي يحظوا بالشرعية والاعتراف ولن يعترف بهم أحد ولو لعبوا بجماجمهم بدل الكرات.