آخر تحديث :الثلاثاء-28 مايو 2024-11:49م

النظافة من الإيمان يا أهل الإيمان

الأحد - 14 أبريل 2024 - الساعة 11:13 م

أنيس علوه
بقلم: أنيس علوه
- ارشيف الكاتب






النظافة سلوك لو مارسها كل إنسان يحب أن يرى مدينته وشارعه نظيفاً وأنيقاً كبيته لصار حلمه وما يتمناه واقع وحقيقة ملموسة أمام ناظريه
فالنظافة إيمان وثقافة جبل عليها المسلم منذ أن جاءت رسالة ديننا الإسلامي
في مجتمعنا اليمني وفي الآونة الأخيرة وبسبب ما تعانيه البلد من ويلات الحرب تجد الكثير من الناس تتعالى أصواتها وتطالب السلطات المحلية في المدن والمديريات والمحافظات بالقيام بمهامها وواجباتها في عملية تحسين ونظافة المدن وهذا واجب وحق لامناص منه ولا تعفى منه السلطات المحلية أينما وجدت بينما يتناسى هؤلاء البشر دورهم وواجبهم في الحفاظ على نظافة وجمالية مدنهم وشوارعهم

تجدمثلاً أن التجار أوصحاب محال تجارية حريصون على نظافة وجمالية محالهم ويجمعون قمامة ومخلفات محالهم التجارية ليرموها في الشارع وأمام أبواب محالهم التي يحرصون على نظافتها وكأن نظافة هذا الشارع أو المدينة التي يكتسبون رزقهم منها ويعيشون فيها لا تعنيهم

باعة بسطات وباعة متجولون يبيعون بضاعتهم ومعروضاتهم في الشارع ويرمون مخلفات بسطاتهم في مكان بيعهم ورغم أنهم على يقين أنهم سيعودون في الغد للبيع في نفس المكان ولا كأن الشارع حق عام يجب الحفاظ عليه وعلى نظافته منهم وكأن الأمر لا يعنيهم

تجد مواطن يشرب قنينة ماء او قنينة عصير وبعد أن يفرغها يرميها في الشارع وكأنه يطلب من الآخرين وذاك المسؤول أن ينظفوا هذا الشارع والمدينة بعده

في مجتمعات كافرة تجدهم أحرص منا كمسلمين على نظافة مدنهم وشوارعهم ولا تجد الطفل فيهم يرمي المخلفات ولوكانت قص سيجارة في الشارع بل يغرم ويعاقب من يفعل ذلك

في مونديال كأس العالم 2022م بقطر لاحظ الجميع سلوك الجمهور الياباني بعد انتهاء إحدى مباريات منتخبه كيف أن ثقافة وسلوك النظافة التي تنشأ عليها جعلت كل الجماهير اليابانية تقوم بجمع مخلفاته من مدرجات الملعب القطري في منظر يدل على وعي هذا الشعب المتحضر

نحن كمجتمع يمني مسلم صارت القيم كقيمة النظافة مجرد كلمات تلفظها الألسن ونمارس نقيضها فكيف بنا كمجتمع مسلم حثنا ديننا الإسلامي على نظافة أبداننا وبيوتنا وشوارعنا أن تصبح مدننا وشوارعنا مكب للقاذورات والمخالفات التي تنبعث منها الروائح الكريهة وتسبب الأمراض والأوبئة للمواطنين

لو أن كل مواطن امتنع عن رمي مخلفاته في شوارع المدن وجمعها ووضعها في مكب خاص بها لما صارت مدننا بالمناظر القبيحة التي نراها اليوم من تكدس للقمامات والمخلفات في المدن وشوارعها
بل وصل الأمر أن تجد من يرمي في مناهل شبكات المجاري لبعض المدن الأحجار والبلك وأكياس من الرمل والنيس كي تطفح مياه الصرف الصحي في شوارع هذه المدن في منظر مغزز لكي تتعالى الأصوات ضد المسؤول س أو المدير ص في هذه المدن

لن يصلح حال مدننا وشوارعها ونراها بتلك المناظر الخلابة التي نتمناها إذا كان بيننا من يفكر بتلك العقليات التي تسعى للتخريب والتعطيل لمصالح العامة من الشعب وفي ظل هذا الصمت المخزي للمجتمع بكل شرائحه من رجال دين ومثقفين وإعلاميين وشخصيات اجتماعية تجاه تلك السلوكيات المشينة لتلك الثلة المخربة والمعطلة لمصالح العامة

حبيبنا المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا فيما جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :(( رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ))
فكيف بمن يزيل أذى مخلفات او قمامة تؤذي الناس في شوارع المدن وربما تسبب لهم الأمراض والأوبئة
هي دعوة لكل مواطن في وطننا الحبيب في كل مدينة وكل قرية أن تكون النظافة سلوك يتحلى به ويمارسه في حياته اليومية تجاه نفسه وأهله ومجتمعه الذي يعيش فيه لينعم مجتمعه بحياه نظيفة خالية من الأمراض والأوبئة الفتاكة