آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-01:32م

الحرب المضمونة!

الأحد - 14 أبريل 2024 - الساعة 06:06 م

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


بالامس شاهدنا اكبر مسرحية وكوميدية شارك في بطولتها الكيان الصهيوني وإيران وانا انصح أكاديمية الاوسكار بحجز جائزة الأوسكار لهذا العام و منحها بالمناصفه لكلا الدولتين على الفاصل الممتع من المعارك الوهمية والذي ماكانت لتتم لولا المخرج الكبير والمخضرم والذي يتقن اخراج مثل هذه المسرحيات وهي الولايات المتحدة.

الرد الكبير والذي شغل وسائل الإعلام بالتحليل على مدار أيام وليالي تصارع فيها الإعلاميين على مختلف انتماءاتهم السياسية عبر القنوات الفضائية حول كيفية وضخامة الرد الايراني وان مثل هذا الرد قادم لامحاله ولكن كان الاختلاف حول هل سيكون هذا الرد مباشر من إيران أو ان هذا الرد سيكون حكرا على اذرع إيران .

كما أن بعض الدول الاوربية قد شاركت بدور تانوي كومبارس في هذه المسرحية من خلال التهويل بضخامة الرد الايراني القادم والذي سيشمل مسيرات وصواريخ وزغاريد من أنصار إيران بإيقاف الرحلات الجويه إلى الشرق الأوسط تعوذا من اندلاع الحرب.

بدون اي تشنجات دعونا نتناول تفاصيل هكذا رد من باب التحليل مع حقنا في توجية السوال التالي هل عندما تشن دوله ما هجوم ، هل تقوم هذه الدولة بالاعلان عن شن مثل هذا الهجوم بمسيرات تجاوز عددها الاربعمئة مسيرة ، وان هذه المسيرات موضوع مثل هذا الهجوم سوف تصل إلى أهدافها خلال خمس ساعات عبر وسائل الإعلام !

فمثل هكذا اعلان يفسد أهم أساسيات الحرب وهي المباغتة ، تم ان وابل الصواريخ التي تجاوز المئتي صاروخ مابين صواريخ ذكيه وعالية الدقة وباليستية و كروز لم ترعب سوى الدجاج داخل الكيان الصهيوني وكل اضرار شظاياها أصابت دولا عربية مثل العراق والاردن ولبنان مع أن المقاومة.

الفلسطينية عندما تطلق صواريخها العشوائية فهي تصيب مبنى هنا او سيارة هناك واحيانا يسقط جريح هنا او جرحى هناك أو على الأقل يجعل مواطني دولة الكيان الصهيوني يعيشوا لحظات من الرعب على أقل تقدير ، تم ان المسيرات عندما وصلت بعد خمس ساعات وجدناها فقط تلقي التحية وتسقط وكان هدفها هو الترويح على مواطني الدولة العبرية من خلال الالعاب النارية التي تزينت بها سماء الاراضي المحتلة .

شخصيا شاهدت الكثير من المعارك التي جرت بين توم وجيري وجعلتنا هذه المعارك بشكل أو بآخر نبتسم ونضحك ولكن بجد معركة توم وجيري كانت أكثر مصداقية مما شاهدناه بالأمس.