آخر تحديث :الثلاثاء-21 مايو 2024-02:27ص

الشرعية والانتقالي الإئتلاف والاختلاف

السبت - 13 أبريل 2024 - الساعة 04:53 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



   هو الاختلاف في الغالب الصفة التي تلوح بين الكيانيين. السياسيين الذين وجدا  أو خلقا وأعيد تصنيعهما ليواكبا الحالة السياسية التي دخلتها البلاد في ٢٠١١م بعد المخاض الفاشل أو الذي أفشل بتدخل القوى الاقليمية الجارة وبسببه أدخلت البلد في حالة انعاش سريري لم تستطيع الإفاقة  منه حتى يومنا .
فبسقوط النظام السياسي الذي حكم البلاد قصرا شمال كإرث سياسي  والجنوب بعد اجتياح ٩٤م كمكتسب عسكري أصبحت البلاد تعيش فراغ سياسي تهيأت فيه الأوضاع لقيام دولة جديدة برجال جدد من الطراز الذي قاد ما سمي بربيع اليمن سواء في المناطق الشمالية أو الحراك الربيعي في الجنوب للقوى الشبابية المجددة.
سرعان ما تدخل النظام في الجارة السعودية لانقاذ النظام المتهالك من السقوط حيث أخذت تنفخ فيه الروح محاولة إعادة له بريقه الذي أفل لتمد في عمره لكنها علمت أنه هيهات هيهات لها ذلك .
وبعد تنحي رأس النظام علي عبدالله صالح الذي لم يواريه عن المشهد السياسي  قامت بمسك العصا من الوسط باختيار عبد ربه منصور هادي ليكون الواجهة السياسية التي تتخفى من خلفها وهي تتدخل في ممارسة السياسة الداخلية للبلد بعصا بن هادي الذي لم يكن خيار الربيعيين في الشمال حيث كان طموح الشباب أقامة دولة يقودها الشباب مستقلين او من احزاب مختلفة ولم يكن هادي خيار الحراكيين في الجنوب فهو كرت محروق حتى وإن كان ينحذر من مناطق الجنوب وذلك لدوره  والفارين إلى الشمال في اجتياح مناطق الجنوب من قبل الجحافل الشمالية .
فالشرعية هي اختلاق سعودي حاولت فيه تلميع صور وشخصيات رجال النظام البائد والذي تطورت تسميته عبر مراحل الاختلاق   ليصبح المجلس الرئاسي والانتقالي هو اختلاق  اماراتي لرجال لايمتون لحراك ربيع الجنوبيين بصلة  حيث غابت تلك الوجوه التي تصدرت ربيع الجنوب لشخصيات حاولت ان تعيد فيها مجرد رموز الانظمة السابقة التي حكمت الجنوب من خلال اختيار ابناؤهم وأقاربهم وشخصيات زرعت في نفوسهم الولاء من خلال الترغيب والترهيب والمنح والمناصب.
الشرعية تحمل في طياتها المشروع الاتحادي وهذا درب من العبث إذ اين ؟ الاتحاد ومع من وعلى أي ارض في ظل سيطرة الحوثيين على مناطق الشمال وإقامة دولتهم  .
أما عن  مشروع الانتقالي وهو قيام دولة في الجنوب في ظل وجود الكيان السياسي الشرعية هو ايضا درب من العبث إقامة نظام وأخر  مناوئ له وما ذلك ألا لابقاء البلاد في دوامة من العراك السياسي والانشغال بالمماحكات والصراعات بل واختلاقها لاستنزاف امكانيات البلد  واشغال تلك الكيانات في صراعات فيما بينها  و منافسات سياسية ومناورات كيدية يحاول كل منهما إظهار عور الأخر تاركين مصالح البلاد وحاجات المواطن في سلة المهملات..
فلا يلتقي الانتقالي مع الشرعية ويأتلف إلا في البتعية للاخرين مع اختلاف المتبوع وجهته.
أما عن الحرب التي طال أمدها فهم يتفقان في عدم قدرتهما في تحقيق أية تقدمات واحراز أية انتصارات سواء على الصعيد السياسي أو العسكري تاركين تدبير الامور لقوى التحالف الاقليمية وأظهار عدم القدرة على انجاز مشروع سلام مع الحوثيين من خلال اقامة دولتين تقوم على أساس الجوار طالما وأن الحوثيين أصبحوا واقع يجب التعايش معه ولم تستطع الحرب الدائرة منذ ما يقرب من العشر سنوات من اخماد سطوتهم.
وتأتلف الشرعية مع الانتقالي  في إدارة وتربية حفنة من المفسدين الذين وصلوا إلى مفاصل الكيانين واصبحوا ذا ثراء فاحش من شغلهم لمناصب في الشرعية والانتقالي وكلما تضجر الشارع الجنوبي من تدهور الاوضاع واستمرار  مارد الفساد في تضخمه  تقوم تلك الكيانات بلعبة تغير الوجوه ونقل احجار الشطرنج بتبديل مواقع تلك الوجوه  مجاراة للمثل الشعبي (ديمة خلفنا بابه،)   .
واصبح الشارع الجنوبي على يقين أن تغير الاشخاص وعلى طريقة جنوبي بدلا عن شمالي لا ترضيه طالما ليس هناك أثر لهذا التغير .
وسكوت الشارع الجنوبي واستمرار صبره هو تريث منه وعدم استباق الامور عل أن  يحدث في الامر امور  .
فهذه بعض ملامح التقارب بين الشرعية والانتقالي واختلافهما واختلاف مشاريعمها التي لا تخدم إلا حفنة من المتسلقين والمتزلفين والمصفقين والمطبلبن.
عصام مريسي