آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-07:14م

سحر الكلمة وشعوذة الاحرف

الجمعة - 12 أبريل 2024 - الساعة 11:41 م

المحامي مختار راجح
بقلم: المحامي مختار راجح
- ارشيف الكاتب




في لغتنا العربية سحر عجيب لن تجده في اي لغة من لغات العالم فالكاتب المتمكن بفن الكتابة وأصول البيان بحيث يجد القارئ متعة ولذة أدبية يرجو منها إلا ينتهي من القراءة فمتى ماكان الكاتب عنده القدرة على توظيف اصول الفصاحة والبيان والاستعارات وأساليب التشبية فإنه يصل لمرتبة الساحر بحيث يستطيع إقناع كل قارئ بلذة قلب قد لاتكون مقنعة فيما إذا تناولها غيره بغير الأسلوب الادبي لهذا فقد جاء عن الحبيب صلي الله عليه وسلم كما قال إن من البيان لسحر لدرجة أن بعض العلماء رأوا أن البيان الذي يكسو الخطاب والفصاحة التي تختزن في قلوب القارئين اوالسامعين بانه نوع من أنواع السحر ونهوا عنه لأنه يتلاعب بالعقل كما يتلاعب الخمر بالافكار من أنها العربية أميرة لغات العالم فمن إتقنها وصل لقلوب المخاطبين ولم يدركها مل قارئه من السطرين الأولين بالخطاب
لهذا نجد هناك كلام حرفي دون غطاء ادبي وهو مايسمى بالصحفي وهناك خطاب علمي ادبي يحمل فكرة إعلامية وهو الخطاب الاديب والصحفي لهذا انزل القرأن بهذة اللغة لما فيها قوة تاثيرعلى قلوب العباد وجاء في القرأن الكريم على ألسنة الكفار قولهم إنه لساحر معلم مجنون. فقد كانت هذه الآية موقع الدلالة على أن السحر قد يمتزج بالجنون والعلم والمعرفة معا فكيف يكون ساحر ومعلما ومجنون لايمكن أن يكون إلا ببيان الفصحى والامتثال لصناعة الخطاب أدبيا قبل الاتقان الإعلامي الخالي من فنون اللغة فلكل من أراد أن يكتب يجب عليه أن يعشق ويشعر ويتعامل مع الاحرف مثلما يتعامل العازف بأصابع البيان ليضمن استجابة عقول القراء لما يقول