آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-06:57م

هوس الفراعنة في التشييد

الخميس - 11 أبريل 2024 - الساعة 03:26 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب



هكذا سطرت كتب التاريخ والمعاجم القديمة وبقايا المدن المصرية والمدافن والمقابر في ماقبل التاريخ للفراعنة وكبار رجال الدولة من القادة العسكريين والوزراء والكهنة وما الاهرامات وبقايا المدن والحواضر كممفيس والمعابد في الجنوب إلا شاهد على هوس الفراعنة وكبار رجال الدولة في تشيد المدن والمعابد والمقابر الخاصة بكل واحد منهم وكل ذلك رغبة من كل فرعون في تخليد مأثره الشخصية وتمجيد ذاته من خلال ما يشيد من العمران ولو كلف ذلك النفقات الباهظة التي تنفق من خزائن الفرعون الذي يحتكر كل امكانيات الدولة لحسابه الخاص كونه المالك لكل شيء الارض والانسان بل هو في معتقداتهم الدينية القديمة وصل حد التأليه فقد جعل من الفرعون إله أو هو شريك الإله في التدبير والتصرف والحيازة للاشياء بما في ذلك الانسان لدا فقد سخر الانسان المصري في تحقيق هوس الفراعنة ورغبتهم الشديدة في تمجيد وتخليد ذواتهم من خلال تشييد المدن والمعابد والمقابر على حساب الانسان المصري الذي كان في عداد الامتعة والممتلكات الخاصة للفرعون ولم تكن حياته تساوي شيء في سبيل تحقيق متع الفراعنة وشهواتهم وغطرستهم في الملك وهوسهم في التعمير والبذخ فيه.
وهكذا اليوم تتواتر الانباء عن رئيس مصر الحالي في انفاقه المليارات من خزينة الدولة في سبيل انشاء القصور الرئاسية في انحاء متعددة من مصر وإقامة المدن الجديدة و الاستغناء عن القصور السابقة التي شيدت في ظل سيادة الرؤساء السابقين له وما ذلك إلا مجاراة لاسلافه الفراعنة في هوسهم في البذخ في العمران والانفاق و شهوة حب الظهور والعظمة في الوقت الذي يعاني فيه المصريين الفاقة والعوز والغلاء في ظل سياسة اقتصادية متردية وانتشار الفساد الحكومي والانفراد في السلطة وعدم فتح الباب لسياسة الرأي الاخر بل خنق كل صوت للمعارضة والقبض على السلطة بيد من حديد من خلال حكم عسكري للبلاد في لباس مدني.
ومن مترتبات هوس القيادة المصرية بتشييد المدن الجديدة تحميل الشعب ويلات الانفاق والتبذير الرئاسي في بذخ تعمير القصور والمدن بمزيد من التجويع و الفاقة و الحرمان وطمس معالم المدن القديمة التي هي عنوان مصر وسجلها التاريخي وعنوانها الحضاري وتراثها الأدبي والفني ومعالمها الأثرية عبر الحقب التاريخية المختلفة.
عصام مريسي