آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-01:45ص

من روائع التاريخ الاسلامي.!

السبت - 30 مارس 2024 - الساعة 03:36 ص

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب




من أروع المحاكمات على مر التاريخ هي محاكمة القائد الاسلامي قتيبة ابن مسلم الباهلي اليمني حين دخل سمرقند فاتحاً.

شكى اهل سمرقند الى قاضي المسلمين اجتياح قوات قتيبة لسمرقند دون انذار..

نادىِ الحاجب : ياقتيبة (هكذا بلا لقب).
فجاء قتيبة وجلس وهو قائد جيوش المسلمين.
قال القاضي: ما دعواك يا سمرقندي ؟
قال : اجتاحنا قتيبة بجيشه ، ولم يدعونا إلى الإسلام ولم يمهلنا حتى ننظر في أمرنا.

التفت القاضي إلى قتيبة وقال: و ما تقول في هذا يا قتيبة ؟!
قال قتيبة : الحرب خدعة ، وهذا بلد عظيم ، وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية ...
قال القاضي: يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب؟!

قال قتيبة: لا .إنما باغتناهم كما ذكرت لك.
قال القاضي : أراك قد أقررت .. وإذا أقر المدعى عليه انتهت المحاكمة.

يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل.

النطق بالحكم:
قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء ،وأن تُترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد ،على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !!

لم يصدّق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ولم تدم المحاكمة إلا دقائق معدودة ولم يشعروا إلا والقاضي والحاجب وقتيبة ينصرفون أمامهم.

لكن لم يكن هدا الحكم هو المدهش بل ما ادهش ال سمرقند هو ان:
بعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات ترتفع وغبار يعمّ الجنبات ، ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا .. فقيل لهم : إنَّ الحكم قد نُفِذَ ، وأنَّ الجيش قد انسحب ، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به ..
وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا وقد خلت طرقات سمرقند ، وصوت بكاءٍ يُسمع في البيوت على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم .

ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم ، حتى خرجوا أفواجاً ، وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة :أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله .

وكانت أعظم محاكمة سمع بها على مر التاريخ.
أتدرون من هو القاضي آنذاك؟!
انه : *عمر بن عبد العزيز* الذي اصبح فيما بعد خامس الخلفاء الراشدين رحمه الله....كان ذلك يوم كنا عظماء.