آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:06ص

رمضان شعائر دينية ومنافع دنيوية

الثلاثاء - 19 مارس 2024 - الساعة 05:44 م

محمد ناصر العاقل
بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب




الملاحظ في رمضان أن الدعاة يهاجمون قضية التوسع في الطعام والشراب على اعتبار أنه يشغل الناس عن العبادة والذكر وما شرع له الصيام من التقوى والتزود بالأعمال الصالحة وهو جانب يحسن التنبيه عليه ، لكنه يقع تجاهل ما في رمضان من المنافع الدنيوية
بحيث يتولد عند عامة المسلمين أن تلك الأشياء مقززة ينبغي الترفع عنها
ولو أن الداعية ينظر إلى المنافع الدنيوية التي تصاحب المشاعر الدينية لهون على نفسه ففي رمضان مع ما شرعه الله من عبادة الصوم والذكر والقرآن والدعاء والصدقة ..
يسر معه بمنافع دنيوية في المطاعم والمشارب المختلفة وزيادة كبيرة في التجارة والتسوق ونال خير الصدقات الكثير من المسلمين وذلك ببركة طاعة الله وإقامة شعائره وليس هذا في الصوم فحسب بل جعل منافع دنيوية للحج كما قال تعالى ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) وقال في الحج أيضا عن التجارة والبيع ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ) وجعل ارتقاب الرزق بعد أداء الصلاة مرجوا كما قال تعالى في صلاة الجمعة ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله )
ومع الجهاد عن النبي صلى الله عليه سلم قال ( وجُعِلَ رزقي تحت ظل رمحي ) وأجاز فيه المغانم ، بل إننا لو تأملنا في قوله تعالى ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) لقلنا والصيام إيمان وتقوى لله فلئن يفتح معه بالرزق فهو وعد الله وقوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب )
وخلاصة الأمر ما نهدف إليه ألا يفوتنا التلذذ بنعمة ولا أن نُشِعرَ المسلمين بأنهم وهم في نعمة من الله بيسر الأرزاق يتحرجون ويتأثمون بما ليس إثما ولا خرجا وأن تكون تبيهاتنا على مضار الإسراف في الطعام في مكانها وموقعها المناسب لا تتجاوزها إلى حدود نعمة الله كما قال الله تعالى وهو المتفضل بكل نعمة ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة )

٩ / رمضان / ١٤٤٥ هجرية