آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-09:17ص

نعمة السؤال؟

الإثنين - 18 مارس 2024 - الساعة 05:12 م

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


السؤال هو الجوهرة التي يتم صقلها بعناية في العقل ، فالعقل وحده هو من يعرف قيمة السؤال الذي سوف يكون لك بمثابة تلك الطائرة التي تأخذك وتحلق بك بعيدا نحو أجواء المعرفة ، فصناعة السؤال فن قديم يتقن أصوله الجميع ، وان كان البعض يهدر مثل هذه النعمة في النيل من البعض أو للحصول على بعض المعلومات التي يمكن أن تصبح مادة دسمة و موضوع لموسم الحشوش .
السؤال هو نعمة عظيمة من نعم الله تبارك وتعالى فهو من قاد البشرية نحو ذاك التأمل و التفكير العميق و هو من كان السبب الحاسم في وصول البشرية إلى تلك المراتب من العلم والمعرفة ، فقد قاد ذاك السؤال على الرغم مما يحمله من غموض كل أولئك النفر للخوض عميقا في كل متاهات هذا الغموض ، غير مبالين بالعواقب بحثا عن بصيص من الضوء يقود هذه البشرية نحو المعرفة ، فقد كان مثل هذا السؤال السبب في كتابة الكثير من الأبحاث و الدراسات وقاد البشرية إلى كل تلك العلوم ، وان كان للأسف اقتصر هذا التطور على الجانب العلمي فقط ، في الوقت الذي لازال الجانب الأخلاقي يبحث عن السؤال الذي يقود إلى ثورة تضع ذلك الحد لكل سلوك أفسد بقصد او بدون قصد حال أخلاقنا ، قد يظن البعض بأن السؤال هو شيء بسيط وهين ولكن السؤال عند العلماء والفقهاء والمجتهدين شيء عظيم يمتلك تلك القيمة المعرفية فهو المفتاح الذي تفتح به أبواب العلم .
السؤال هو باب المعرفة و في حالات شاذه قد لا تحتاج حتى إلى السؤال للوصول إلى المعرفة كما حصل مع العالم الشهير نيوتن عندما كان سقوط تلك التفاحة على رأسه ملهما له إلى درجة اكتشاف نظرية الجاذبية والتي أصبحت فيما بعد من أهم نظريات علم الفيزياء ، فالسؤال هو النار الذي يوقد ذاك الشغف الذي يقود إلى الدخول الى عالم البحث بحثا عن المعرفة.