آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-05:27م

المناضل الشهم عبدالفتاح الشاعري الرجل الوطني

الجمعة - 15 مارس 2024 - الساعة 09:24 م

أنعم الزغير البوكري
بقلم: أنعم الزغير البوكري
- ارشيف الكاتب


منذ فجر الثورة الجنوبية هناك رجال مناضلين أوفياء ومخلصين هم من أوائل من التحقوا بركب هذه الثورة، وخرجوا إلى ساحات النضال والفداء ساحات الحرية والكرامة والآباء في كل ربوع أرضنا الجنوبية من المهرة إلى باب المندب.
واستمر هؤلاء المناضلين الثوار متنقلين من ساحة إلى ساحة ومن مهرجان الى آخر، يحملون آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم وتطلعاتهم لاستعادة دولتهم المنشودة، والمطالبة بعودة دولة الجنوب كامل السيادة كما كانت قبل الدخول في وحدة اندماجية سيئت الصيت مع الجمهورية العربية اليمنية.

لقد وجدت نفسي محاصراً بصعوبة بالغة منذ فكرت في الكتابة عن رمز وطني ونهر إنساني لا ينضب، ذلك الرجل الذي أجبرتني سيرته الذاتية على التمهل حتى أبحر في شواطئ شخصيته المتعددة المواهب ،نعم أنه الرجل الذي تصدر أعلى مراتب النضال والذي عرفه الجميع كمناضل وطني جسور اجترح المواقف النضالية وجسد من خلالها أسمى القيم والمبادئ النبيلة.

أنه المناضل الشهم الوقور عبدالفتاح العبد ذلك الرجل الصنديد والثائر الجسور الذي ظل متنقلاً من ساحة إلى ساحة ومن مهرجان الى اخر متمسكاً بالمبادئ والأهداف الذي خرج من اجلها ولازال كما عهدناه على ذلك المبدأ وذاك الهدف ولم تستطيع متغيرات الحياة وتقلبات الزمن أن تنسيه عن تلك المبادئ والأهداف .

المناضل الجسور عبدالفتاح العبد ذلك الصوت الوطني الثائر الذي صدح في كل ساحات النضال، والذي يعمل بكل صمت بعيداً عن الأضواء والشهرة ويعرفه كل أبناء الجنوب في ساحات النضال.

حيث تبدلت معادن الكثير وتغيرت مبادئهم وأهدافهم ونسوا عدالة قضيتهم، وإغراءاتهم المناصب، وتخلوا عن مبدأ شهداء الثورة الجنوبية مقال حفنة من المال، وأصبح الكثير يعتبرون أن القضية الجنوبية مصدر للثراء وكسب الأموال وبناء القصور والفلل، لكن هذا البطل والرجل الحكيم والمناضل الصلب والثائر الصنديد عبدالفتاح العبد ضرب بكل العروض والمغريات، ورفض كل المناصب القيادية العليا التي يرى من خلالها أنها ستجعله ينحاز عن ذلك المبدأ والهدف الذي خرج من أجله ، وخير نفسه بين البقاء على الأرض لخدمة القضية الجنوبية والاستمرار بالسير على نهج الشهداء والجرحى ،متمسكاً بالمبادئ والأهداف التي خرج من اجلها منذ بداية الثورة الجنوبية والتي تحمل شتى أنواع العذاب في السجون ، وغامر أمام كل التهديدات والملاحقات وكل الأساليب التي كانت تستخدمها قوات الاحتلال لترهيب شعب الجنوب الثائر بالتخلي والانحياز عن مبدأ الثورة الجنوبية المطالبة بالتحرر والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كامل السيادة.

عبدالفتاح العبد رجل ثوري، من أسرة مناضلة عريقة، سلك طريق النضال ووهب نفسة للفداء وغرس حب موطنه منذ نعومة أظافرة، وأصبح رجل ثائر من خيرة ثوار الجنوب يشار له بالبنان.

ايها المناضل الجسور تخط حبر أقلامنا لتكتب وتنشر عنك وعن تاريخك الثوري ليس لغرض المدح والتملق والمصالح ..تندثر كلماتنا ومعانيها في سطور لتقول كلمة حق وشهادة لله وللتاريخ عنك ،لأنك كما عرفناك بأنك انسان مناضل وثائر صنديد من ثوار جنوبنا الأبي، وواحد من الرجال المخلصين الأوفياء والصادقين ممن يؤمن بعدالة قضيته، رجل لم يلهث خلف منصب أو جاه ، ثائر يناضل لأجل حرية وكرامة شعب.

نعتز ونفتخر فيك من المهرة إلى باب المندب ، لأنك لازلت متمسكاً بأهداف ومبادئ الثورة الجنوبية الذي تخلى الكثير عنها لهثاً خلف منصب زائل أو جاه ومال ممن كانوا بالأمس أحد أعمدة ثورتنا.

نحبك لأنك لازلت مناضل وثائر كما عهدناك منذ وهج الثورة الجنوبية ولم تغيرك المناصب ولم تلهيك عن ذلك المبدأ والهدف الذي خرجت وخرجنا من أجله. خالص مودتي وحبي واحترامي وتقديري لك ،وسنظل نتذكر مواقفك النضالية ما دمت على ذلك المبدأ وذاك الهدف.

ختاماً استمر يا هذا المناضل الجسور والبطل الثائر والمعدن الأصيل الذي عجز الزمن وتغيراته وتقلباته على تغيير بريق معدنك الأصلي وأثبتت كل المراحل النضالية والثورية التي تم اختبار هذا الرجل فيها من قبل شعب الجنوب بأنه ليس كل ما يلمع ، فهناك فرق بين الذهب الأصلي وبين الذهب المطلي، والأيام والسنين والموقف الوطنية التي مرت عبرها تثبت لنا يوم بعد يوم بأن المناضل الشهم الوقور عبدالفتاح العبد الشاعري ذهب أصلي ومعدن نفيس .