آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-03:38م

الصيام لتجويع الخلايا السرطانية حقيقية أم تظليل ؟!

الخميس - 14 مارس 2024 - الساعة 04:31 م

د. اماني صالح هادي
بقلم: د. اماني صالح هادي
- ارشيف الكاتب


مقال طبي بقلم د.اماني صالح هادي


بات كثر من مرضى السرطان يتبعون نظاما غذائيا قائما على الصيام ظنا منهم أنهم، بحرمان أنفسهم من الطعام، يسهمون في "تجويع الورم" أو يعوّدون أنفسهم "على تحمّل العلاج الكيميائي بشكل أفضل"، لكنّ الأطباء ينبّهون إلى أن هذه النظريات التي تتفشى كالعدوى هي مجرّد تضليل إعلامي، إذ أن هذه الحمية لا تحمي من المرض؛ بل تعرّض المرضى لمخاطر "جمّة".

 يؤدي ذلك إلى تخلي المريض عن العلاج، ومن ثم خسارته فرصته في النجاة، يصبح هذا الحديث جريمة جنائية". وأدان القضاء الفرنسي معالجا طبيعيا يدعى إريك غاندون في تور (وسط)، بعد وفاة عدد من المشاركين معه في دورات صيام الماء، بينهم أشخاص مصابون بالسرطان.
ويشير لو فايان إلى أن "ضعف المرضى يكون كبيرا جدا، تحديدا عند إعلامهم بإصابتهم بالسرطان"، إذ يصبح بعضهم حساسا جدا "لنظريات المؤامرة المناهضة للأدوية، التي أصبحت شائعة عبر الشبكات الاجتماعية تحديدا".
وفائدة الصيام لمحاربة السرطان مبنية على ملاحظة تبدو منطقية، فكون الخلايا السرطانية "تتمتع بشهية كبيرة" يُعدّ حرمانها من الطعام خطوة مساعدة للقضاء عليها.
ولان "الخلايا السرطانية تستهلك السكر أكثر بمرتين إلى 3 مرات من الخلايا الطبيعية".
فان المشكلة تكمن في أننا عندما نعتمد الصيام لا نكون قد جوّعنا الأورام السرطانية فحسب؛ بل الجسم بأكمله".
ويعدّ أن هذه الطريقة تؤدي إلى نتائج عكسية؛ لأن "الخلايا السرطانية ستستمد مواردها من الكتلة العضلية مثلا".
وبعد مراجعة عشرات الدراسات، خلصت شبكة "ناكر" في تقرير لها في 2017، إلى عدم وجود دليل على تأثير الصيام لدى البشر "في الوقاية من المرض أو في محاربته" (سواء أكان التأثير علاجيا أو تفاعليا مع علاجات السرطان).
ويحذّر من أن الصيام قد يزيد من خطر التسمم من العلاج ويقلل من فاعليته. وقد يتسبب بضعف عضلي وسوء تغذية، وهما عاملان يهددان حياة المريض، إذ أن سوء التغذية هو السبب المباشر لوفاة 5 إلى 25% من مرضى السرطان.
ويؤكد أن أطباء الأورام عليهم تشجيع المرضى على تناول "ما يرغبون به؛ لأن المريض ينبغي له أن يكون قويا بما يكفي لتحمل الآثار الجانبية للعلاجات، كما أن تناول الطعام بشكل جيد مسألة صعبة، لأن الشهية على الأكل تتضرر نتيجة العلاج الكيميائي".
أن "مرضى السرطان مستعدون لتجربة أي شيء، لذا من الضروري أن يرافقهم شخص ما، ويخضعوا لمراقبة بهدف رصد أي سوء تغذية ربما يتعرضون له وحلّ المشكلة سريعاً".

أن مريض السرطان المتعافي يستطيع صوم الشهر الفضيل دون أن تتأثر صحته، طالما أن وضعهسيضطر للإفطار يوم العلاج وكذلك يوم أو يومين من بعده إذ يفترض شرب كمية كافية من السوائل، وأما إذا كان المريض على علاج بسبب انتشار المرض وكان علاجه عبارة عن حبوب تؤخذ مرتين يوميا فمن الممكن الصيام، إلا إذا كانت لديه مضاعفات جانبية كإسهال أو استفراغ وتقرحات في الفم، فبالتالي يتوجب عليه الإفطار كي لا يصاب بالجفاف، وإذا كان العلاج هرمونيا فمن الممكن الصيام، أما إذا كان في الوريد فإن المريض سيضطر أن يفطر يوم العلاج.
مرضى السرطان بشكل خاص يمرون بظروف صحية صعبة عند تلقيهم للعلاج الكيميائي، حيث يعانون من أعراض في الجهاز الهضمي كالغثيان والاستفراغ والإسهال وغيره، فيشق عليهم الصيام، إضافة إلى أنه يجب عليهم تناول الأدوية الكيماوية إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد، وفي كلتا الحالتين قد يشعرون بالتعب والإرهاق الشديدين وكذلك يجب عليهم الإكثار من تناول السوائل عند البدء والانتهاء من جلسات العلاج الكيماوي خلال اليوم بما يعادل 2-3 لترات في أول 48-72 ساعة بعد العلاج للتخلص من المواد الكيميائية وأثرها السلبي على الكلى والمثانة، وكذلك حاجتهم للتغذية الجيدة خلال اليوم حيث يخفض العلاج الكيميائي الأملاح في الجسم.
و مرضى السرطان الذين يعالجون بالعلاج الإشعاعي  كما هو معروف طبيا عبارة عن جلسات أشعة يومية فإن حال المرضى يختلف اختلافا كبيرا على حسب التشخيص ومنطقة العلاج، فهناك مرضى يحدث لهم جفاف شديد بالفم والغدد اللعابية كنتيجة العلاج نفسه فلا يستطيعون الصوم، وهناك مرضى أورام الحوض الذين يستدعي علاج الأشعة جعل المثانة ممتلئة بشرب كمية من السوائل قبل تلقي العلاج (لحماية باقي أعضاء الأحشاء الداخلية غير المراد علاجها من تلقي الأشعة).
دائما يجب أخذ النصيحة من طبيبك المعالج حول صيامك في هذا الشهر  الفضيل.

🌟كيف يكون جدول مريض السرطان في شهر رمضان؟

- مرضى السرطان الذين يتلقون علاجاً موجهاً أو هرمونياً، والذي يكون عبارة عن أقراص تؤخذ بالفم، فعليهم تنظيم الجرعات في مواعيد محددة ومنظمة بين الإفطار والسحور شرط ألا يشتكي المريض من أية آثار جانبية متعلقة بهذا الدواء. ويُسمح بالصيام للمرضى المتعافين أو الذين أنهوا بروتوكول العلاج وبصحة جيدة ومازالوا تحت الإشراف والمتابعة الدورية من قبل الطبيب بعد استشارة الطبيب.

مع أطيب التمنيات للجميع بدوام الصحة والعافية، وللمرضى بالشفاء العاجل
# العلاج الاشعاعي  مطلب كل مريض سرطان في عدن 
بقلم د.اماني صالح هادي سعيد 
اخصائي علاج الاورام والعلاج بالاشعاع
المركز الوطني لعلاج الاورام -عدن 
برج الاطباء -حي عبدالعزيز
مستشارة وحده السياسات والدعم الفني بوزارة الصحه والسكان
مدير الادارة البيئة والاجتماعية بوزارة الصحة والسكان 
رئيسة وحدة التوعية الصحية في اليمن لمجلس العربي للاكاديميين   والكفاءات 
عضو عامل في اتحاد الجامعات الافرواسيوية
 مستقر ولا يشكو من متاعب صحية.

أن المريض الذي مازال خاضعا على العلاج الكيميائي عبر الوريد فإنه