آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:06ص

رضوان الله

الثلاثاء - 12 مارس 2024 - الساعة 01:36 م

محمد ناصر العاقل
بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب




ونحن في أوائل شهر رمضان المبارك شهر الإيمان والقرآن والهداية ما أحسن أن ننساق مع هذه المناسبة الدينية وفق ما قصد الشارع منها في قوله تعالى ( يا أيها آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) ومع قوله تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) ومع الإجتهاد في التقوى ومع البحث عن الهداية في القرآن فقد رأيت أن تكون النفس هي المحطة الأولى وهي التي ركز القرآن على إصلاحها في قوله تعالى ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) وأن أعظم العطاء من الله للعبد هو الرضا ووجدت أنه يقترن بعطاء النفس وهو إخلاصها ومحبتها لله وللعمل الصالح ورغبتها فيما عند الله كما قال الله جل ذكره عن أهل بيعة الرضوان ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ) فقد ذكر الله هذه البيعة العظيمة التي سميت بيعة الموت ثم إن ذكر علمه بما في قلوب الصحابة شبيه بالتعليل بأنها جاءت من نفوس زكية ملئت بالحب لله ورسوله والتضحية في سبيل نصرة دينه
كما جاء في قوله تعالى ( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ) وأن يرضا الله تعالى عن العبد فهو لأمر عظيم قام في نفسه وقد ذكره الله هنا وهو الإنفاق وإعتاق الإرقاء لا طعما في نفعهم ولكن عتقهم لوجه الله من العبودية الواقعة عليهم التي قد تتسبب في فتنة بعضهم
وفي آخر سورة الممتحنة قال سبحانه وتعالى ( أولئك جزاؤهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ) فالرضا المتبادل بين الله وعباده متسبب عن الخشية لله ، وقد جمع العبد بخشيته لله الخير كله
كما قال الإمام أحمد - رحمه الله - " إنما العلم الخشية " فالمقصد هنا أن مما وقعنا عليه في هدي القرآن أن رضا الله هو أعظم ما يعطاه العبد وأنه يكون على قدر ما سمحت به النفوس وطابت وانشرحت بذكر الله وانشرحت للإسلام ورغبت فيما عند الله وأن رضا الله آخر ما يختم به لأهل الجنة في الجنة فيكتمل النعيم والسلام والأمن التام في الجنة كما في الحديث الصحيح " أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدا " جعلنا الله وإياكم من أهلها