آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-10:37م

اخي الصائم لا تجرح صيامك

الثلاثاء - 05 مارس 2024 - الساعة 10:41 م

أ. إيهاب طاهر
بقلم: أ. إيهاب طاهر
- ارشيف الكاتب




في شهر رمضان الفضيل سترى مشاهد ومواقف من واقع حياة مريرة تجرح العين والقلب معاً، هذا العام يختلف رمضان عن الاعوام السابقة بسبب الغلاء المعيشي المفزع وتأخير رواتب الموظفين بطريقة مستفزة غير مبررة، سأسرد لكم بعض هذه الأحداث والمواقف التي قد تكون يومية للبعض وهي تحدث بالفعل، مواقف تجرح الصيام في نهار رمضان فهل لك القدرة اخي الصائم بأن تحافظ على سلامة صومك!؟

عندما ترى نساء واطفالهن يبحثون عن بقايا طعام في صناديق القمامة، لا تجرح صيامك بالشتم والذم على من اوصل حال الناس الى هذا الحال المزري واكتفي بالنظر الى السماء ولا تتمتم بكلمات قد تفقدك صيامك فهؤلاء اوغاد شعارهم انا وأسرتي ومن بعدي الطوفان، لله الأمر من قبل ومن بعد.

تذهب الى السوق وترى احتياجاتك للفطور في المحلات وعند الباعة المتجولين وليس في يدك حيلة للشراء اغمض عينيك ولا تشتم الظروف والحكومة التي لا تعمل لأجل المواطن وعد ادراجك واكمل صيامك بسلام، فالحكومة مش فاضية للنظر في هذه الاشياء التافهة.

قد تجد بعض الشباب يقومون بحركات مستفزة من أصوات عالية وتلفظ بكلمات نابية في الشارع، لا تتشنج ولا تتهور واكتفي بالدعاء لهم بالهداية فالوازع الديني لبعض شبابنا ضعيف والاخلاق صفر في ظل انهيار التعليم وسقوط القدوة.

قبل الفطور تشاهد على التلفاز موائد، ولائم وعزائم المسؤولين لاقرانهم، اتعوذ من الشيطان واغلق التلفاز ولا تشتم وتذكر ان المسؤول لازم يفطر بمائدة دسمة حتى يستطيع حل قضايا الوطن ويمخمخ كي يخرجنا من عنق الزجاجة وتذكر ايضاً أخي الصائم ان باقي لك نص ساعة على الافطار وريضه بالرحمن واهدأ.

قد ياتيك الراتب في نهاية شهر رمضان اي قبل عيد الفطر بأيام قليلة فعند استلامك للمرحوم الراتب، حاول تقسم بقايا المرحوم على ديون الشهر الفضيل وكسوة عيد أولادك ومصاريف العيد وخلي شوية لمتطلبات المنزل وان فعلت فأنت الجني الذي ظهر في شبوة، اكظم غيضك فأنت في العشر الأواخر من رمضان.

اذا طفت الكهرباء وانت جالس مع أهل بيتك على مائدة الافطار منتظر الاذان حذاري ان تلعن اصحاب الكهرباء وانت على مشارف مدفع الافطار. احبس غضبك وافطر على ضوء شمعة وتذكر ان للصائم فرحتان، وبعدها افرغ طاقتك السلبية بشتم اصحاب الكهرباء لكن بدون تجريح لاننا في شهر كريم لا يصح التجريح باخوك الانسان عديم الضمير والاحساس.

تخرج في نهار رمضان هرباً من زحمة المساء وتجوب شوارع الشيخ عثمان أو حواري وازقة كريتر لتشتري ثياب العيد لتفرح اولادك تجد اسعار خيالية وارقام لم تسمعها من قبل، لا تغضب ولا تشتم وتذكر انك اخترت الخروج وانت صائم فلا تجرح صومك في تاجر تجرد من الرحمة والإنسانية، عليه من الله ما يستحق.

نسينا ان نذكر اصحاب الايادي البيضاء، اصحاب صورني وانا اعطي سلة غذائية، نقول لهم اين انتم من الدين الإسلامي الحنيف، اين ضمائركم عندما تصوروا صاحب الحاجة طفل يتيم، إمرأة ارملة قٌتل زوجها في خدمة تراب الوطن، مريض لم يسعفه جسمه الهزيل على توفير لقمة العيش الضرورية لاسرته، بالله عليك اي لذة واي متعة تشعر بها في هذا المشهد المذل، اتقوا الله لا تستغلوا حاجة الناس لترضوا غروركم وانفسكم المريضة، برضه ان رأيت مثل هذا المشهد في نهار رمضان لا تشتم ولا تكره اليوم الذي وضعت صوتك في انتخاب او تأييد حكامنا الذين اوصلوا الشعب الى حافة الهاوية وجعلونا نعيش اسوأ أيام حياتنا، انتبه تتفوه بكلمة واحد فشهر رمضان شهر فضيل كريم.

بعد ان انقشع الضباب وانكشف الستار وظهروا حكامنا العرب على حقيقتهم المخزية تجاه القضية الفلسطينية والتغاضي عن آلة القتل الإسرائيلية، لم يتبقى لنا في رمضان الا كثرة الدعاء لاهلنا واخواننا في فلسطين الجريحة فهم بحاجة ماسة للدعاء في هذا الشهر المبارك.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

#رمضان_كريم