آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-11:47ص

العمارة آيلة للسقوط فهل يدرك هذا المقاولون العرب

الأربعاء - 21 فبراير 2024 - الساعة 11:52 م

احمد السيد عيدروس
بقلم: احمد السيد عيدروس
- ارشيف الكاتب


العمارة التي نتحدث عنها أساساتها متينة وأرضيتها صلبة.. هذه العمارة بناها الإنجليز وبعد رحيل المستعمر أصبحت العمارة ملكنا وأوراقنا سليمة، لكن ظهرت مشكلة أن العمارة بحاجة إلى ترميم وحصلنا على منحة عربية للترميم لكن الممول اشترط أن يكون أحد شركاءه مقاول للمشروع والمشرف على الترميم والتشطيبات للعمارة.
وبعد عدة سنوات أخبرتنا الجهة المانحة أن المقاول العربي أكمل عمله، وتفاجأنا أنه قام بتجهيز شقة صغيرة في سطح العمارة فقط ولم يقم بأي إصلاح حقيقي في هيكل المبنى ولم يقم بأي ترميم سوى ذلك الملحق الصغير على السطح.. وقال بغباء "على الجميع السكن فيه فهو يكفي سكان العمارة جميعاً!!".
أدركنا حينها أن هذا المقاول غبي جداً أو أنه لص محترف فلا يمكن أن تتسع هذه الشقة للجميع فالعمارة في الماضي كانت تسكنها ثمان أُسر كبيرة، وكان الجميع ينتظر أن تكون العمارة جاهزة بكاملها للسكن، واليوم قد تنهار هذه العمارة في أي لحظة والسبب أنه تم تدمير أساساتها عمداً.
ولأن هذا المقاول أزال بعض الأعمدة الرئيسية في الدور الأرضي والتي تستند عليها العمارة طول خمسة عقود وذلك ليحصل هذا المقاول الجشع على مساحة جراش لسيارتها الفارهة التي اشتراها من أموال الترميم والتي قد تطحن إذا انهار المبنى عليها.
ومع جدية انهيار المبنى بالكامل إلا أن هناك أسرة سكنت بمفردها في تلك الشقة الصغيرة وتدعي أنها المالك الشرعي للعمارة وتحظى بدعم ذلك المقاول الفاشل الذي يطمح بتسليم المشروع للجهات المانحة كي يستلم المستخلص الأخير لمشروع الترميم الفاشل.
الجميع يترقب ما ستؤول إليه الأحداث فمعظم سكان العمارة غير راضين على هذا العبث بممتلكاتهم، ولا شك أن الممول للمشروع أيضاً يدرك أنه من المستحيل أن يقبل أحد بما صنعه ذلك المقاول الفاشل.