آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-02:12م

الجنوب أمام خيارين إما تحقيق الوحدة الجنوبية أو الذهاب للوحدة اليمنية

الأحد - 18 فبراير 2024 - الساعة 02:07 م

احمد السيد عيدروس
بقلم: احمد السيد عيدروس
- ارشيف الكاتب


بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر كان تحقيق الوحدة اليمنية أمراً مستحيل وظل الحال قرابة ثلاثة عقود من الزمن بالرغم أن القيادتين والشعبين في البلدين لا يعرفون مساوئ الوحدة الإندماجية فلم تكن هناك تجارب أو فكرة مسبقة عنها.
لكن حدث مالم يكن بالحسبان ففي فترة وجيزة جداً من نهاية الثمانينيات وبداية التسعينات 1990م تم إعلان وحدة يمنية إندماجية دون حساب للعواقب والسبب هو تصدع الوحدة الجنوبية الداخلية، فذهب الجنوب مسرعاً نحو الوحدة اليمنية بسبب الانقسام الذي حصل بين الرفاق وما نتج عنه.
ذلك الانقسام الذي ظل الجنوب يعاني تبعاته حتى ميلاد الوحدة الجنوبية من جديد في يوم التصالح والتسامح 2006م، واليوم وبعد أن قطع الجنوب شوطاً كبيراً نحو تحقيق الوحدة الجنوبية واستعادة الدولة يجب أن يضع رفاق اليوم بعين الاعتبار وحدة الصف الجنوبي وأن يبذلوا في سبيل ترسيخها كل ما يمكن تقديمه فالانقسام قد يدفع بمن يجد نفسه وحيداً في الجنوب أن يهرول مجدداً نحو اليمننة وهذا سيكون تكرار لنفس أخطاء الماضي.
ونحن كأبناء لهذا الوطن الغالي الجنوب لا نقف في طريق تحقيق الوحدة اليمنية مطلقاً ولكن من تجربة سابقة عانى منها الشعب في الجنوب كل صنوف الإقصاء والتهميش وعاش المواطن في الجنوب كمواطن من الدرجة الثانية في دولة الوحدة وكان يفتقد لأبسط حقوق المواطنة ولا يستطيع انتقاد دولة الوحدة أو رفضها وعندما رفع الشعب صوته أتهم بالردة والانفصال وكل هذه المجريات عززت من فوبيا اليمننة لدى المواطن الجنوبي مرة أخرى.
وتركت شعور لدى المواطن والقيادة في الجنوب بعدم المجازفة في الدخول في مشروع أي وحدة قبل ترتيب البيت الجنوبي وتحقيق الوحدة الجنوبية أولاً ومن ثم النظر لقضية تحقيق الوحدة اليمنية في إطار الوحدة العربية الكبرى من المحيط الى الخليج.
والجنوب اليوم والقيادة السياسية أمام مفترق طرق إما أن تسلك طريق تحقيق الوحدة الجنوبية الذي يدعم الشراكة السياسية لكل الطيف السياسي الجنوبي، أو الذهاب إلى طريق الوحدة اليمنية بسبب الانقسام والتشظي الذي تدعمه قوى محلية وخارجية.