آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:06ص

شهادة الحق

الجمعة - 16 فبراير 2024 - الساعة 05:39 م

محمد ناصر العاقل
بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب




شهادة الحق كتاب صغير الحجم كبير المعنى لأبي الأعلى المودودي - رحمه الله - قرأته قبل مدة من الزمان مرات وكنت قبل الوصول إليه يشدني عنوانه ويثير اهتمامي ويعجبني حسن اختيار المؤلف عنوان كتابه وكنت شغوفا بأن أعرف ماذا الذي عناه المؤلف بشهادة الحق ؟ وفي التوفيق بين عنوان الكتاب وأسلوب الكتابة فإذا به في جملة ما تحدث عنه في الكتاب حديثه عمن يشهد للإسلام بأنه الدين الحق بعمله ويصدق أقواله بأعماله ويستشهد من واقع الأمة بالشهداء للإسلام بالحق وبين مسلمين آخرين وهم معظم الأمة لا يوفون الشهادة حقها أو يكذبونها بعملهم في كلام سيجده من يقرأ الكتاب وقد أعاد إلى ذاكرتي ما يجري في غزة اليوم من شدة البلاء والقتل والدمار وانعدام أبسط أسباب العيش ومع كل ذلك يسطر أهل غزة البطولات ويرسلون الشهادات تلو الشهادات بقلوب مؤمنة صابرة محتسبة وألسنة ذاكرة شاكرة لم تُرَع من كل ذلك الهول
وترسل شهادة كبرى للعالم بأن يُقبِلَ على هذا الدين الحق الذي لن تجد البشرية سعادتها وأمنها ولن تذق طعم الحياة إلا في ظله
وترسل شهادة أخرى بأن العالم كله بشرا وشجرا وحجرا هواء وماء مهدد بالدمار من جراء تصرف الحضارة الغربية الصبيانية بقيادة أمريكا وحلفائها التي يحرك عواطفها دبٌ في القارة القطبية ولا يحركها أطفال غزة ونساءُها الأطهار الذين لا ينقم عليهم عالم اليوم إلا طهرهم الكامل الذي يشهدون به على نجس الحضارة الغربية التي وصلت في الإنحطاط حيث وصل قوم لوط فلم يخجلوا بأن يعدوا الطهر جريمة فقالوا ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )
فهل نحن أمام حضارة تعقل ما تقول : بأنها تريد الأمن لإسرائل من الإرهاب الفلسطيني فأيهما أحق بالأمن وأيهما الإرهابي الحقيقي ؟!
لو لم يكن لأهل غزة من الشهادة إلا أنهم قد أحالوا الهجمة الشرسة عليهم إلى وضع طبيعي أشرفت بعده إسرائيل وأمريكا وحلفاؤها من العرب والعجم على أن غزة لا تقاتل وحدها وإنما تقاتل بدينها وعون ربها وهذا ما جعل السفارات بين الشرق والغرب لا تتوقف والتصريحات لا تنضبط
فلله دركم من أناس حيرتم العدو والصديق في أمركم ولم تحتاروا فهل أصدق من شهادتكم على الحق شهادة ؟!

محمد ناصر العاقل
٦/ شعبان / ١٤٤٥ ه ج
١٦ / فبراير / ٢٠٢٥ م