آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-11:37م

"الإحاطة الأممية حول اليمن من منظور النظريات الدولية"

الجمعة - 16 فبراير 2024 - الساعة 12:14 م

محمد علي رشيد النعماني
بقلم: محمد علي رشيد النعماني
- ارشيف الكاتب


يدرك المبعوث الأممي لليمن يوهانس غروندبرغ الواقع الصعب الذي يعيشه اليمن في ظل تصاعد الصراعات الإقليمية وتفاقم الأوضاع العسكرية في البحر الأحمر وتزايد المخاطر من اندلاع الحرب مجدداً وتدهور الأحوال الاقتصادية يرسم غروندبرغ رؤية سلمية لليمن حيث يقدم خارطة طريق أممية تهدف إلى إنهاء الحرب والفقر والقمع .
في هذا المقال سنستعرض نص الإحاطة التي تقدم بها غروندبرغ من منظور النظريات الدولية الثلاث وهي :-
{ الواقعية السياسية والنزعة الإنسانية والنظام العالمي } .
الواقعية السياسية:
تعكس الإحاطة الصراعات والتوترات الإقليمية التي تؤثر على الوضع في اليمن وتبرز دور الدول الكبرى والإقليمية في تشكيل مسار السلام تشير الإحاطة إلى تصاعد العنف في غزة والبحر الأحمر والمواجهة بين إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها من جهة والحوثيين من جهة أخرى بالإضافة إلى دور السعودية وإيران وعمان والإمارات في دعم أو تعقيد جهود الوساطة .
من منظور الواقعية السياسية تُفسر هذه الصراعات على أنها نتاج تنافس الدول على النفوذ والمصالح في المنطقة تركز هذه النظرية على دور القوة في العلاقات الدولية وتعتبر أن الدول القوية هي الفاعل الرئيسي في السياسة العالمية .
النزعة الإنسانية:
تُظهر الإحاطة الصعوبات والتحديات التي تواجه جهود السلام في اليمن وتبرز الحاجة إلى بيئة مواتية لحل النزاع تشير الإحاطة إلى تباطؤ وتيرة التفاوض والتوصل إلى اتفاق وتزايد التهديدات والاشتباكات على الجبهات الداخلية وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية .
من منظور النزعة الإنسانية، تُفسر هذه الصعوبات على أنها نتاج تجاهل القيم والمبادئ والحقوق الإنسانية .
في النزاع تركز هذه النظرية على دور الأفراد والمجتمعات والمنظمات غير الحكومية في السياسة العالمية وتعتبر أن القيم الإنسانية هي العوامل المحددة لسلوكها .
النظام العالمي:
تشدد الإحاطة على أهمية الدور الدولي والتعاون الدولي في حل النزاع في اليمن تشير الإحاطة إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية تلعب دوراً أساسياً مهماً في تسهيل التفاوض وتقديم المساعدة الإنسانية والتنسيق بين الدول المعنية .
من منظور النظام العالمي، تُفسر الإحاطة تأثير الهيمنة العالمية والمؤسسات الدولية على التوازن والاستقرار العالمي تركز هذه النظرية على دور المؤسسات الدولية وقوانين العلاقات الدولية في تحقيق السلام والعدالة العالمية.
وعلى الرغم من قيام غروندبرغ بعرض صورة واقعية للتحديات التي تواجه عملية السلام مع إظهار الأمل في إمكانية تحقيق السلام وعلى الرغم من ممارسته ضغطاً قوياً على الأطراف اليمنية لتحمل مسؤوليتهم في دعم عملية السلام
إلا أنه لم يقم بايضاح كيفية تطبيق خارطة الطريق الأممية وكيفية متابعة الأطراف لتنفيذها ورغم الجهود التي بذلها لم يحقق غروندبرغ إنجازات كبيرة في عملية الوساطة فالإتفاق على وقف إطلاق النار لم يتم تنفيذه بشكل كامل .
و تبقى التأثيرات الإقليمية والدولية عاملاً مهماً في عملية السلام ويحتاج غروندبرغ إلى مزيد من التعاون مع المجتمع الدولي لحل هذه التأثيرات .
كما أن الأطراف اليمنية تتحمل مسؤولية كبيرة في إفشال عملية السلام ويحتاج غروندبرغ إلى الضغط عليهم أكثر للالتزام بوعودهم .
باختصار يبرز المبعوث الأممي لليمن في إحاطته الواقعية السياسية والنزعة الإنسانية والنظام العالمي كمكونات أساسية لحل النزاع في اليمن ومن خلال التركيز على هذه الجوانب المختلفة يسعى لتعزيز التفاهم والتعاون بين الدول الكبرى والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي بصفة عامة لتحقيق السلام والاستقرار المنشود في اليمن .