آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-04:53م

عندما يهان مربي الاجيال وباني الحضارات...بالصباح معلماً وبعد الظهر حمالاً

الأحد - 04 فبراير 2024 - الساعة 12:02 ص

عمر المسقعي
بقلم: عمر المسقعي
- ارشيف الكاتب








انها الحقيقة ياسادة ولاغيرها فلن يكذبني احد لان الواقع يتحدث ويقول ذلك مآسي واحزان وقصص مختلفه ومتعددة يتعرض لها المعلمون الذين هم اساس تربية الاجيال وبناء المجتمعات لاجل توفير لقمة العيش ...

فتعالوا معي لتعيشوا في بيئة مربي الاجيال وكيف يقضي وقته..
رايته وهو يغطي راسة ومعظم وجهه بالمشدة ( حياءً وخجلا) واذا هو بحاله يرثى لها من التعب وكثرة الاجهاد من الشقل العضلي واذا بغبار الاسمنت يغطي كامل جسمه انه احد المعلمين والذي اجبرته ظروف الحياة ان يشتغل حمالاً بعد دوام المدرسة نتيجة ان ما يتقاضاه من راتبه لايفي لمتطلبات البيت الاساسية...

واليوم وانا باحد مساجد المنصورة عندما سلم الامام قام رجل ذو شخصية عالية من الترتيب والنظافة والوقار وحسن الهيئة انا حسبته سيلقى موعظة بعد الصلاة...لكنها كانت الصدمة!!!!
اذا به يتحدث عن القهر والذل والخذلان وحال وضع البلاد وما وصلت اليه من الفساد والتهميش،، واذا به يذرف دموع القهر والذل وهو يشكو حاله ويدعو الناس لمساعدة كما ذكر انه عضو في هيئة التدريس..

واخر يحمل شهادة دكتوراة في اللغة الانجليزية يعمل عند احد التجار لكي يساند مع راتب الجامعة الذي لايغطي احتياجات الاسرة..
وكما قرأت قبل اسبوع مقال للدكتور انور الصوفي وهو يشرح معاناته عند استلام راتبه... وكذلك الدكتور صاحب المشية الاكاديمية...

بالله عليكم كيف لكم ان تتخيلوا شعور المعلم وطالبه عندما يرى الطالب معه حمالاً على قاطرة...
وعندما يرى معلمه في المسجد يسأل الناس مساعدته...
وعندما يرى معلمه يعمل في بقالة...
لا اقدر اوصف شعور كلاهما وساترك هذا لكم ياسادة...

انما هو حاصل سياسة تركيع وتجهيل وتهميش وافساد كل ماهو جميل وصالح في هذا الوطن المنكوب لقد تعمد المخرج ان يجرحنا بيدنا لكي يمسكنا ويقودنا بها...

اقولها بحرقة لقد احكم قبضته على اليد التي توجعنا الى وهي ( الفقر وشدة الحاجة) وهو يقودنا الان الى النفق المظلم الذي لانهاية له ودون رؤية واضحة...

ولا حول ولا قوة الا بالله...