آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-12:33ص

التلاعب بقضية الأخلاق

السبت - 03 فبراير 2024 - الساعة 01:09 م

محمد ناصر العاقل
بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب




نحن والغرب في شأن عظيم ، يدعي المحافظة على الأخلاق والقيم الإنسانية وهو أكبر من يعتدي عليها ، ولم يزل ينتهكها إلى الساعة في حرب غزة فقد شاهد العالم أكبر مجزرة إنسانية وأكبر انتهاك لحقوق الإنسان ومع كل ذلك الدمار الذي فعله جيش الإحتلال الإسرائيلي والذي لا يزال يقوم به من التدمير لكل شيء في غزة وعن قصد لا يزال في نظر الأنظمة الرسمية في الولايات المتحدة والدول الأوربية جيشا أخلاقيا يلتزم بقوانين الحرب ودولة إسرائيل دولة ديمقراطية حضارية من الدرجة الأولى !! بينما الذي يشاهد ما فعله الجيش الإسرائيلي من الدمار الهائل والإعتداء على الحياة لا يلفت نظره القوة التدميرية للسلاح ولا مقدار آلاف الأطنان التي صبها في غزة بقدر ما يلفت نظره القلوب السوداء الحاقدة التي ارتكبت كل هذا الإجرام ! ثم العجيب أن أمريكا بعد إصرارها على استمرار الحرب بدأت تفكر في إيقافها وتخفي السبب الحقيقي وهو فشل جيش الإحتلال وسلطته في غزة وتختلق سببا أخلاقيا وهو " إطلاق سراح الرهائن وإدخال المعونات الإنسانية " وقد كان ذلك السبب موجودا من بداية المعركة ! ولم تكن هزيمة إسرائيل موجودة وعندما اتضحت هزيمة إسرائيل حاولت أمريكا أن تُحَسِنَ قضية الرهائن وتجمل به موقفها وتجعله سببا مناسبا ومبررا كافيا لإيقاف الحرب ولم يكن ما حصل في غزة مبررا أخلاقيا يستحق الذكر لدى صناع القرار الغربي !
ويبدو من تصرفات الغرب أنه في كل ما يتكلم به عن الإخلاق والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية لا يعني بها إلا نفسه فقد كان للفلسطينين أسرى بالآلاف ومنذ عشرات السنين فلم تذكر لهم قضية ! وهذا يضعنا أمام حقيقة واحدة أن الغرب صاحب حضارة همجية لا تعترف بحقوق الآخرين ولا تسلمها لمن يستحقها اختيارا ، ولولا صمود مجاهدي غزة وشعبها لدُفِنَت قضيتهم في تراب غزة وذهبت كشأن الحقوق التي ذهبت من قبل
ومن الموقف الغربي في حرب غزة نستنتج أن الغرب في بعده الحضاري قد سقط أخلاقيا وأسقط حضارته معه كما قال شوقي : وإذا أُُصِيبَ القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما وعويلا
إن الغرب الذي لم يعنِه ما جرى لأهل غزة فإنه بالضرورة قد آلمه ما حدث للجيش الإسرائيلي على رمال غزة ولسان الحال الغزاوي يقول كما قال حافظ إبراهيم من قبل للمحتل الأيطالي في ليبيا :
قد ملأنا البر من أشلائهم * فدعوهم فليملأوا الدنيا عويلا

وننتهي من كل ماسبق أن الغرب يتلاعب بقضية الأخلاق ويستخدمها كيفما يشاء بما يحقق أهدافه ومصالحه وبعيدا كل البعد عن الإيمان بها ، ولا يستطيع أن يقدم دليلا واحدا في قضية واحدة ذات أهمية تدل على تمسكه بالقيم والأخلاق وصدقه وحسن نيته تجاه الفلسطينين أو العرب أو المسلمين