آخر تحديث :الخميس-23 مايو 2024-12:53م

نادي شباب الفجر الجديد رخمة حديث الذكريات

الإثنين - 29 يناير 2024 - الساعة 05:38 م

حسين احمد الكلدي
بقلم: حسين احمد الكلدي
- ارشيف الكاتب




كان لمرحلة بدايات العام 68م التي كانت من اصعب المراحل التي مرت بها منطقتي الصغيرة والتي تعتبر جزء من جسم الوطن الكبير الذي ولدت فيه ومثلها مناطق اخرى مشابهة لها في ربوعه باكمله فذلك كان امتداد لنظام مستعمر دام 128 عام اطر خلال بقاءه كل انواع العبودية والظلم فبعد ان تحررة البلاد من ذلك الطغيان بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها الاباء للتخلص منه بعدها ظهر في تلك المرحلة جيل من الشباب الطموح المتعطش للحرية والعمل ومتحمس للحياة والعطاء و حمل على عاتقه مسئوليات جسام كبيرة اكبر من إمكانياته حيث قاموا باعمال نبيلة في تاسيس اللبنة الاولى لمرحلة كانت العزايم والهمم عالية على المستوى المجتمعي الذي سرعان ما تقبل التطوير والتنوير جنب الى جنب بروح واحدة قوية وايمان صادق منه بالتغيير حيث كانوا جميعا يعملون ويطورون ويطوعون الحياة الريفية الصعبة في شتى المجالات بابسط الادوات وابسط الإمكانات لتحقيق اعظم الانجازات لكي ينهض المجتمع من براثن الفقر المدقع والبؤس والجهل والمرض والثارات القبليه والتفرقة العنصرية تخيل انها لاتوجد ابسط المقومات للحياة الطبيعية في ذلك الوقت لاصحة لاتعليم لاطرقات ولامواد غذائية او استهلاكية كان المجتمع يعتمد على انتاجه البسيط من الزراعة الموسمية اللذي لاتكفيه ابدا وكان العمل في ذلك الوقت عملا طوعيا خالصا شاقا كله يصب في تحقيق انجازات عملاقه ملموسة على الارض من قبل هولاء الشباب والعمل كان بالتكليف للذين عملوا على تاسيس اول لبنة لنادي شباب الفجر الجديد( رخمة )في منطقتي ثم انطلقوا الى افاق ارحب وكانت اولى الخطوات لهم هي مرحلة تطوير الانسان وكان اولوياتهم الاولى الاهتمام بالتعليم والتطوير
الفكري وذلك في نشر الوعي وثقافة التسامح والعمل الجماعي التطوعي المشترك في كل المجالات وكان العمل من قبل الجميع الزامي على محو الامية التي كانت متفشية في 95% بين افراد المجتمع وكانت اولى الخطوات هي بناء المدارس والاسواق وشق الطرقات بالاداوات الشعبية البدائية البسيطة المتعارف عليها وبالتعاون الجماهيري المنقطع النظير كان التوفيق حليف تلك المرحلة وتحققة انجازات عظيمة وبنيت المدارس والمستشفيات وشقت الطرق وقامت ثورة في حركة الاقتصاد والتجارة التي كانت غير متواجده قبل ذلك في الريف وكله بجهد جماهيري خالص منها قيام التعاونيات الاستهلاكية بالراسمال الجماهيري المحدود وبذلك كسر الاحتكار وتوفرت كل السلع باسعار زهيدة وكانت في متناول كل فئات الشعب وتم بناء نظام زراعي شامل للمزارعين وتطوير الانتاج في كل المناطق القريبة والبعيدة وبفضل العمل المشترك تحرر كل المجتمع من الامية وانخراط بعد ذلك هولاء الشباب الافذاذ في الوظائف الحكومية في التعليم وفي الصحة وفي الجيش وفي التجارة وكانوا قادة نموذجيين زادوا من تسارع وتيرة التطور والانتاج في مواقعهم التي شغلوها حيث وصلوا الى أعلى المراتب العليا ولكن عندما حصل الزلزال الكبير الذي زلزل اركان الامة تراجعت عجلة التطوير البطيئة وعجلة الاقتصاد وتلاشت كل الانجازات لتلك المرحلة بغمضة عين في كل الجوانب بسبب الأقصاء القسري لهولاء الشباب وتفتيت منظومة الدولة الوليدة واول المتضررين هو التعليم والتطوير المعرفي والإبداع والتسامح وعاد الفقر والجهل والثارات القبليه والتفرقة العنصرية من بوابات اوسع وكل ذلك بفضل تغيير المبادي في المساواة وتغيير المنظور الفكري العام الموالي لبعض الانظمة والتحالفات والولاءت للعائلات والافراد المتحكمة في مفاصل الدولة وانتشر الجهل والتهميش في كل الجوانب بشكل مخيف لا احد يتصور ان الشعب الذي قهر الامية وتحرر منها في السبعينات والثمانينات يعيش اليوم الغالبية العظمى من ابنائه من الجيل الجديد وفي القرن العشرين اميين مشردين في كل ارجاء العالم ويرزح معظمه تحت وطاءة الجهل والفقر المدقع وهذا شيء مخيف يفزع حاضر ومستقبل هذه الامة ان هذه المرحلة هي من اصعب المراحل التي مر بها هذا الشعب الصبور المكابد في تاريخه القديم والحديث لكن اتمنى ان تكون هذه المرحلة هي اخر المراحل والفترات الصعبة لهذه الامة القوية الصابرة .