آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-12:58ص

المقاومة الجنوبية الباسلة.. كيف تحولت إلى هيئة أهلية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الثلاثاء - 09 يناير 2024 - الساعة 09:20 م

فلاح المانعي
بقلم: فلاح المانعي
- ارشيف الكاتب


في كل الثورات التحررية عندي حبيبة هي المقاومة ، نعم وقد تنشأ هذه المقاومة قبل الحرب على شكل تجمعات ومكونات شبابية وشعبية ومن مختلف فئات الشعب فغالبا ماتكون المقاومة تتشكل بشكل عفوي نتيجة الظلم والاحتلال والاستبداد وتهدف المقاومة إلى تحرير الأرض وتغيير الواقع السياسي والاقتصادي مايفضي لتحسين مستوى حياة الشعب في مختلف المجالات.

فالمقاومة قد تنشأ أثناء الحرب وتفرز قيادات كثيرة قادرة على قيادة الثورة وتنظيمها وصناعة النصر المؤزر،

فقد لعبت المقاومة الجنوبية دورآ فعالآ جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة الجنوبية في حرب العام 2015 مسنودة بقوات التحالف العربي في دحر المليشيات الحوثية وأذنابها من معظم المناطق الجنوبية،
ولكن كيف أفل نجم المقاومة الجنوبية بعد الأنتصار وكيف أنقسمت على بعضها؟ وكيف أنسلخ بعض قاداتها وذهب إلى مكونات أخرى ومشاريع مختلفة؟! وهل أثر سلبآ قرار دمج المقاومة في المكونات المسلحة؟! وماهو وضع المقاومة اليوم ؟!
أسئلة كثيرة حيرت شعب الجنوب تحتاج للتوضيح والأجابة،
من المؤلم أن تتحول المقاومة الجنوبية إلى مجرد جمعية أو هيئة تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر في ظل الأحتلال الجائر والحصار الخانق على شعب الجنوب، ان المقاومة الجنوبية وجدت لهدف سامي ووطني عظيم هو التحرير والأستقلال، فكيف سمحت لنفسها ان تخرج عن هذا الأطار وتذهب الى مشاريع صغيرة لا تجدي نفعا مع شعب يعاني ويعاني الكثير من الويلات والنكبات والأزمات.

نعلم جيدا أن المقاومة الجنوبية تعرضت للأقصاء والتهميش والمضايقات من جهات عدة محلية وخارجية، حتى ان الأعلام الجنوبي نفسه للأسف لم يعد يتناول المقاومة وأهمية دورها في التنسيق وتعزيز الأمن وضرورة اشراكها في صناعة القرارات المصيرية لشعب الجنوب، حتى فريق الحوار الجنوبي تخطئ المقاومة وعمد على تجاهلها ، قد يقول البعض ان مهام المقاومة أنتهى مع الأنتصار الأخير عام 2015 وهذا كلام عار من الصحة وفيه كثير من المغالطات، فلا أنتصار حقيقي قد تحقق ولاحرب توقفت ولكنها ربما اختلفت وأخذت صور وأنماط مختلفة، فشعب الجنوب مازال محاصر ويقتل كل يوم وبإشكال متنوعة ومختلفة، وكلما ورد من ظروف وأسباب، فهذا لايعذر المقاومة بأن تظهر بمواقفها الضعيفة والمرتبكة والجزئية، وعليها أصلاح البيت الداخلي وتنظيم صفوفها والتواصل مع قياداتها والتنسيق مع باقي المكونات الجنوبية الحية والعمل على إيجاد رؤية واضحة تعزز من دورها النضالي والوطني وتعيد ثقة الشعب بها وتصيغ معه أنتصارا جديدا يعيد لشعب الجنوب عزته وكرامته وصون كل حقوقه المشروعة والمكتسبة.