آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-02:40م

بخصوص دعوة الانتقالي الى حوار جنوبي .

الجمعة - 29 ديسمبر 2023 - الساعة 02:45 ص

جابر عوض عرفان
بقلم: جابر عوض عرفان
- ارشيف الكاتب


 

مخاطبا الاحرار فقط .

اذا توفرت الاسس الصحيحة والنوايا الصادقة ، تعد  الحوارات بين الخصوم خطوة في الطريق السليم ، للبحث عن نقاط التقاء .
مالم فانها مجرد مضيعة للوقت لحاجة في نفس القوى السياسية التي بادرت بالفكرة .
ليست المرة الاولى التي دعى فيها الانتقالي لحوار جنوبي .
سبق وان حدث هذا في مرحلة سابقة وفشل فشل ذريع .
كيف فشل وما السبب ولماذا ؟
من الطبيعي ان يفشل اي حوار يفتقد للأسس الصحيحة التي تبنى عليها الحوارات .
من الطبيعي ايضا ان تفشل الحوارات التي تسعى القوى السياسية التي تبنتها الى البحث عن مخرج مشرف بعدما تورطت في مستنقع المغريات وتنازلت عن المبادئ الثورية ونسفت اساسات القضية التي تدعي انها تمثلها .
وبدافع الطمع بالشراكة في السلطة عملت داخل اطار دولة تدعي انها دولة احتلال وبات جزء منها واحدى اهم ركائزها .
فشل حوار الانتقالي السابق لان الهدف منه ليس البحث عن نقطة التقاء مع الفرقاء الجنوبين ، انما السعي الى اشراك جميع القوى التحررية في اثم التنازل عن القضية الجنوبية والجنوب ارضا وانسانا ، حتى لا تنظر اليه القوى التحررية كخائن تنازل عن المشروع التحرري وتبنى مشروع اخر بديل يقر بان الجنوب جزء لا يتجزأ من الجمهورية اليمنية التي صار الانتقالي يعمل في اطارها .
ورئيسه عضو المجلس الرئاسي اليمني ، وشريك اساسي في نظام الحكم وجزء من الحكومة اليمنية .
فشل حوار الانتقالي السابق لانه تحاور مع نفسه .
فشل حوار الانتقالي السابق لانه لم يتحاور مع الفرقاء انما حاول شراء ذمم بعض القيادات بعدما وعدهم بمناصب وصلاحيات اذا عملوا في اطار الانتقالي .
فشل حوار الانتقالي لانه لم يكن هناك حوار اصلا ، انما اتفاق على بنود معدة مسبقا لم تناقش ولم تطرح على طاولة الحوار المزعوم .
فشل حوار الانتقالي وفشلت قيادته في اشراك القوى التحررية في تكرار خطأ البيض مع سبق الاصرار والترصد ..
لا جديد اليوم الانتقالي يسعى مجددا لمحاولة اشراك اكبر عدد ممكن من المكونات الجنوبية واغرائها بالمال والوعود الكاذبة .
قد يقول قائل ان الانتقالي استفاد من فشل الحوار السابق واليوم يجهز لحوار حقيقي يجمع القوى التحررية لتوحيد الجهود والرؤى .
اذا كانت الدعوة اليوم صادقة وحقيقية .
اولا ..
توضيح الرؤيا وتحديد المشروع الانتقالي الحقيقي .
ثانيا ..
تحديد في اي اطار سيكون الحوار وتحت اي راية ، هل راية التحرير والاستقلال ، ام تحت رأية الجمهورية اليمنية .
ثالثا ..
الشفافية المطلقة .
والافصاح عن الهدف من الحوار .
هل هو اقناع القوى التحررية بالقبول بالمشروع الانتقالي البديل للمشروع التحرري .
اما ان الانتقالي لايزال متمسك بمشروع التحرير والاستقلال.
اذا كان لايزل متمسكا بالاستقلال الناجز ، فعليه اولا اثبات ذلك ، برفض اليمننة جملة وتفصيل ، والانسحاب من نظام الحكم اليمني ، بالاستقالة من المجلس الرئاسي وسحب ممثلية من الحكومة .
بعد هذا يدعو الى حوار جنوبي واضح وصريح شامل لجميع القوى الجنوبية الممثلة بالمكونات او الشخصيات المستقلة ..
اما الكيل بمعيارين فهذا لعبة سياسية قذرة نهايتها مأساوية ..
دمتم طيبين .