الاحتفالات الواسعة التي عمت حضرموت وصنعاء وعدن عقب انتصار كروي تحت شعار اليمن تعطي دلالة صريحة تفضح كل من يدعي أنه يريد جنوبا بعيدا عن الشمال وحضرموت دولة لا علاقة لها بالشمال والجنوب فالجميع احتفل بجنون ليلة البارحة وامتلأت ساحات وشوارع صنعاء وعدن وكافة مدن وقرى حضرموت ومعهما كل بقعة يعيش فيها بشر داخل جغرافية بلاد السعيدة.
إذا ما يظهر على السطح لا يعطي خلاصه أنه ليس هناك حب الانتماء للأرض اليمنية وإنما ما يتجلى علنا ما هي إلا ردود فعل من واقع مؤلم يتجرعه الشعب من ساسة زمن هذا الذين لا يهمهم غير مكاسبهم وفائدتهم على حساب من يعيش على تربة هذه البلدة الطيبة التي أصبحت ممزقة مشرذمة بسبب الفساد والارتزاق والأطماع التي ليس لها حدود عند من أتت بهم الأقدار أن يكونوا حكاما على هذا الشعب.
وبالتالي ليس هناك غبار على حب الأوطان ومن يزايد على ذلك فهو كذاب أشر...
فقط هو أن الشعب اليمني شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وقع تحت ظلم كبير استغله عديمي الضمير والإنسانية والوطنية الذين يأكلون خيراته ومستحوذين على مقدراته دون رادع أو وازع ديني يردهم فترى أبسط مسؤول من إياهم يملك السيارات الفارهة والعقار والاستثمار في دول الجوار وغيرها وكله من قوت هذا الشعب المسكين والمغلوب على أمره...
لذا نقول بلسان الاحساس بالقهر والظلم المستباح ياليت الكل يتوحد للانقضاض على من اوصل حال البلاد والعباد الى هكذا وضع يرثى له العدو قبل الحبيب... وحين تستقر الامور هناك بالامكان ان يتحدد المسار الصحيح لبناء دولة موحدة فيدارليه او كنفدرالية يديرها كوادر مخلصة ونزيهه بعيده عن الفساد والارتزاق المغموس في جل مسؤولي اليوم حتى الأذنان وبالتالي نتطلع للخروج الى افاق التطور والازدهار الذي لن ياتي الا بترسيخ دعائم العدل والمساواه وبحكم تديره افكاره نيره متعمله ومتخصصه تملك روية النهوض الشامل للارض والانسان.
فما حصل ليلة البارح يكذب كلا من يشتدق اويصفق للحوثيين او الانتقاليين اومن يدعون دولة حضرموت تاريخيه قبل الوحده والقومية.
اذا الشعب يريد من يفرحه ويسعده لا من ينغص عيشته وهاهي فرحة عابرة اتت من ميادين الرياضه جعلت ليلتهم سعاده وبهجة غطت على كل أوجاعهم وألآمهم ومعهما احزان سنوات عياف.
