آخر تحديث :الأربعاء-22 مايو 2024-01:44م

حين يتحول الوطن إلى جحيم!

السبت - 16 ديسمبر 2023 - الساعة 09:42 م

أكرم قاسم الزبيدي
بقلم: أكرم قاسم الزبيدي
- ارشيف الكاتب


نحن في وطن، نريد زرع أمل في نفوس جفت من ماء الحياة، في عنق زجاجة انتظرنا لسنوات حقنة أكسجين تحيل صحراءنا واحة، تُعيد لنا الدولة الجنوبية تعيد لنا المقهى وتعيد لنا الرفاق، وتعيد لنا نسائم الكرامة الإنسانية والهوية وتقدس حرية الفرد والمجتمع الجنوبي  وتنفي، بالعمل، نظرتنا الميؤوسة للسياسة الرعناء التي ينهجها المقيمون على شؤون البلاد بحكومة الشرعية .بوقتنا الحالي، بعمل، الخطابات المنمقة والقرارات الأحادية الجانب والاستراتيجيات الفاشلة، في كل الميادين، قبل بلورتها.. والقطع مع سياسة بيع الوهم وافتعال، عند كل ضغط مجتمعي.. قضايا مخزية وتضخيمها بوسائل الإعلام تدعي الوطنية، وإشغال الرأي العام والشارع الجنوبي بها، ثم اقتراح حلول ترقيعية لتمديد الأزمة وتكريس العبودية والاستبداد لفترة أخرى.
الوطن الجنوبي  هوية وانتماء، الوطن الجنوبي  حرية وكرامة إنسانية، الوطن الجنوبي  موطن الثقافة والتقاليد والأعراف، الوطن الجنوبي  دستور الحقوق والواجبات، الوطن الجنوبي  منتهى العدل والعدالة في كل الموجودات، الوطن  الجنوبي أنا وأنت والآخر..

وإننا في هذا الوطن الجنوبي  نفعل ما يفعل السجناء والعاطلون عن العمل نربي الأمل، ولسان الحال يقول لا تكبر.. لا تكبر فما عاد لنا وطن غير موطنا الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس بن عبدالعزيز  يستحق الفخر والحياة.اعاد لنا الامل بعد الله .
ولكن حين تولت الشرعية زمام الحكم اصبحنا جنوبيين  مزرعة حيوان ومنبت الفاشيين بحكومتنا المشلولة ، حظيرة تحكمها قطعان الضباع وتفرض قيود الطاعة والعبودية، ومحسوبية وتفتح أبواب سجونها لمن تمرد عن الطاعة والقطيع، وتُكَمم أفواها بحت صدحاً للحق وضد كل أشكال الفساد والاستبداد..

لقد  تعلمنا  نشيد الأحرار ونحن صغاراً وحفظناه عن ظهر قلب لنكبر، ويا ليتنا لم نكبر، ونكتشف أن كلمات النشيد الوطني تَحكي قصة البؤساء والمنبوذون في ضفة بحر يعانون الويلات والإقصاء الممنهج لقد كرسوا فعلاً سياسة الانتهازية وأصبحوا لسنوات من الزمن، ينهبون وينهبون وينهبون. لقد صار الوطن الجنوبي  ثروة لهم وخيرات لشرعيتهم المفتعلة لأجندة خارجية لهم ولدولهم  وما زالوا ينهبون وينهبون وينهبون..دون مراعاة الشعب الجنوبي المنهك، سيدي اللواء عيدروس حفظك الله  نحن معك واي قرار تتخذه لا تراجع لمصلحة الشعب الجنوبي.

أما المجرمون فيرتكبون جريمة تلو أخرى في حق هذا الوطن الجنوبي  المغتصب من حكومتنا الشرعية التي عجزت ان تنهض بالبلاد واضعفته بايدي جنوبية وشمالية ، ولا حديث عن محاكمتهم، فكيف نحاكمهم وهم الخصم والحكم.
الوطن الجنوبي جعلته  السياسات الجوفاء الزائفة من حكومة الشرعية وتكالب الداخل والخارج ومصاصو دماء الأبرياء من خونة وعملاء ، جعلته إلى قطعة جحيم تنذر ويلاً وسعيراً، وتحرق شرايين الأحرار والغيورين على هذا الوطن الجنوبي . إن كلمة الوطن  الجنوبي ، تقتل فيهم كل خيط وصل بأمل العيش وألم الفراق وما أصعب الفراق وما أحقر خيبة الوطن الجنوبي ..

كانت لسنوات طويلة تنتهك، بحكومة عفاش  والان بحكومة الشرعية في حق الوطن الجنوبي  المكلوم والشعب الملغوم، جرائم ناعمة تحت مسميات عديدة وبأدوات فريدة، مرة باسم الوطنية وأخرى باسم الدين وثالثة باسم التخوين، ورابعة باسم خدمة أجندات أجنبية وخامسة وسادسة..

ظلت حكومة الشرعية تمارس  هضم الحقوق وكسر العظام وزهق الأرواح وانه نعاني لا نظام ولا دستور  بوقتنا الحالي لاسف، بين كل الدساتير الكونية لحقوق الإنسان وكرامة البشر، الذي تحت رايته تجري كوابيس الظلم والقهر والطغيان وشرعنة الفساد والاستبداد مع تراكمه انهارت القيم من رأس الهرم إلى أسفله. فتغير بذلك جوهر الوطن الجنوبي  جذرياً – في مخيلاتنا ووعينا الجمعي – وأصبح تاريخاً منسياً في رفوف الذكرى كتاريخ البقية قبل سنوات مضت. نبكي عليه أسفاً ولا نحرك الساكن نصرة لبنائه والفخر به،كونه هو  موطننا الابدي فرغم كل هذه الثورة التكنولوجية والحرب والسياسة الخبيثة التي غيرت نسبياً من مستوى وعي الفرد والمجتمع وكل موجات الغضب التي عرفت أوجهاً في العقد الأول من القرن الحالي، ما لبثت أن تشهد انتكاسات مخزية وتراجعات أكثر خطراً من ذي قبل.بقضية غزة وعدم الوقوف الجاد من الدول العربية لاسف 
الدور سياتي لا محاله بكل دولة عربية بقصة ومسلسل لها مثل ما اسميته فلم غزة.

ورغم هذا الكم الهائل من طرق ووسائل التوعية الثقافية والمعرفية، إلا أن الدولة بشقيها السياسي والبنيوي أصبحت تنتهج وسيلتين اثنتين مفضوحتين، الأذان الصماء نحو كل الحركات التحررية والتظاهرات الشعبية المطالبة بالتغيير الجذري  بحكومة الشرعية في سياساتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وتأبى ألا أن تدع الأيام لتجيب عن كل الأزمات الخانقة التي يعيشها المواطن  وكأن حال لسانها يقول الانفجار المدمر قادم والأزمة الخانقة قادمة لا محالة. فتخلق أعذاراً وقضايا لا لشيء سوى لتمديدها.،من تجويع وفساد وازمات  ولا يعلمون انه الجنوب كان لهم ملجأ وسند بعد ما طردهم الحوثي من صنعاء
فما عاد لديها حكومة الشرعية خيار اخر غير تسليم واعتراف بدولى الجنوب.

فوسيلة الجريمة المنظمة والمشرعنة تهدف، في وعي مؤلفيها وأدواتهم، إلى إعطاء العبر لكل من ساورته نفسه عن الصياح بالحق والعدل وزرع الخوف والرعب في نفوس الشعب الجنوبي  ضاربة عرض الحائط كل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وكرامته. أما من خولت لهم مسؤولية الدفاع عن حق الإنسان االجنوبي خاصة والشعب اليمني عامة على وجه الخصوص فيأكلون من الغلة ويلعنون الملة فهم في واد والشعب الجنوبي  في واد.. لقد أصبح ما نسميه الوطن الجنوبي ، بحق، قطعة من جحيم لا يطاق، ولنقف ثانية عند المرضى في المستشفيات العمومية، لنرى أبشع الجرائم التي تنتهك في حق هذا الشعب الجنوبي  في غياب تام لضمير الإنسان وقيم الإنسانية، لنغوص قليلاً في خبايا المنظومة التعليمية. ونقف انبهارا أمام أهدافها السرية والعلنية نحو كل نية حسنة نحو تعليم أفضل يرفع مستوى الوعي والمعرفة ولا ينتج فرداً هجيناً مستهلكاً في خبر كان.
منذ التحرير من مليشات الحوثي، ونلاحظ مدى ترابطها وقرابتها ولعبة الشطرنج، حتما سنعرف جيداً لماذا تتذيل بلادنا قائمة الدول على جميع المستويات، إلا على مستوى واحد – نقولها بصدق – حيث تحتل المرتبة الأولى عالمياً في النهب والسلب والظلم والطغيان..أما المجرمون فيرتكبون جريمة تلو أخرى في حق هذا الوطن الجنوبي المغتصب..... ولا حديث عن محاكمتهم، فكيف نحاكمهم وهم الخصم والحكم.