آخر تحديث :الأربعاء-29 مايو 2024-08:20ص

ما ينقصنا قيادات تقدم مصلحة الوطن على مصالحها

الأحد - 19 نوفمبر 2023 - الساعة 11:41 م

أنيس علوه
بقلم: أنيس علوه
- ارشيف الكاتب


نحن اليمنيون اكثر الشعوب في العالم تمجيداً للقيادات ووقوفاً على الأطلال لنبكي ماضي الأجداد وحضارتنا السابقة  هروباً إليها لعجزنا وعجز قياداتنا عن صنع حاضر مشرق لنا ولأجيالنا الحاضرة و القادمة

أكثر شعوب العالم لها ماض تليد وقيادات صنعوا لتلك الشعوب منجزات عظيمة خالدة  ولم تقف تلك الشعوب على أطلال ماضيها  كوقوفنا عند ذلك الماضي لتبكي أطلاله بل ان تلك الدول والشعوب واصلت المسير لتصبح اليوم رأئدة التقدم والتحضر والرقي على مستوى العالم 
الصينون لم يقفوا  على أطلال حضارة أجدادهم   ولم يتغنوا بسور  الصين العظيم الذي يعد من عجائب الدنيا بل نراهم اليوم وصلوا بحاضرهم وتقدمهم الصناعي  إلى كل بيت على وجهه هذه الأرض ليغزو العالم بتقدمهم الحضاري الصناعي و العلمي
بل أن هناك دول ليس لها ماض تليد لتتغنى به ونراها اليوم تصنع لشعوبها  حاضر مشرق بفضل قياداتها المتعاقبة التي لم تتشبث وتتمسك بكرسي السلطة وتستأثر به لمصالحها بل نفضت الغبار عن شعوب بلدانها لترسم لبلدانها المغمورة حاضرمشرق على خارطة العالم المتقدم علمياً وصناعياً  وأمريكا وماليزيا وسنغافورة خير شاهد على ذلك

مشكلتنا نحن اليمنيين خاصة والعرب عامة تمجيد القيادات وجعلهم  اوثان مقدسة بينما لم نجد منهم إلا البؤس والحروب والفقر والتخلف وإذا ما سقطت تلك القيادات سقط الوطن في هاوية الحروب البينية بين الأحزاب والطوائف المختلفة فيه  لأن تلك القيادات جعلت مصالحها وحفاظها على كرسي  السلطة فوق مصلحة تطور وتقدم شعوبها وأوطانها وبزوالها يغرق الوطن في طوفان الصراعات والحروب الأهلية

الانجليز رغم أن القائد الشهير وينستون تشيرشل من حقق لهم النصر في الحرب العالمية الثانية  على ألقائد الألماني هتلر إلا أنه  عند دخول تشيرشل الانتخابات بعد الحرب خسر فيها ولم  ينتخبه الانجليز وقالوا مقولتهم المشهورة من يصلح للحرب لا يصلح للسلم والبناء  ولم يبنوا لقائدهم العظيم تشيرشل  تماثيل في شوارع لندن ولم يعد إلا رجل مر يوماً على صفحة من صفحات تأريخهم الطويل

متى سندرك  نحن اليمنيون خاصة والعرب عامة أن الماضي دروس وعبر نأخذ المفيد منه ونرمي الضار والغير، مفيد منه  في غياهب مقابر  الماضي  وأن  نبش، تلك القبور ماهي إلا  استجداء،للأحقاد والصراعات التي أنهكت أمة ضحكت من جهلها الأمم ؟؟

ومتى سنعي أن نختار قيادات تجعل مصلحة الوطن فوق مصالحها و تبني على ماهو مفيد من ماضينا التليد  وتربطه بحاضرنا  وتفاعلاته المتجددة لتبني وطن وجيل يواكب التطور والتقدم والثورة العلمية المتسارعة التي يشهدها العالم؟؟