آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-11:20ص

عندما يموت الشعب في اليوم ألف مرة

الخميس - 16 نوفمبر 2023 - الساعة 06:16 م

محمد المارمي
بقلم: محمد المارمي
- ارشيف الكاتب


برغم كل مشاهد القهر والظلم التي ترتكبها وتمعن فيها آلة العدوان الصهيوني بحق إخوتنا الفلسطينيين في غزة كل ذلك العدوان وكل ذلك الخذلان الذي يعيشونه إلا أنهم يموتون ويستشهدون مرة واحدة ويرحلون من هذه الدنيا الفانية إلى الحياة الأبدية رفقة الأنبياء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 

لكن في المقابل هنالك شعب يموت في اليوم ألف مرة وهو يتجرع الويل والذُل والهوان يموت في اليوم ألف مرة وهو يشاهد أولاده يتضورون جوعاً وهو غير قادر على أن يوفر لهم ما يسدون به رمقهم ويملائون به بطونهم الصغيرة ،غير قادر على أن يوفر لهم مستلزمات المدرسة،غير قادر على أن يلبسهم ما يقيهم حرارة الشمس وزمهرير البرد، يموت في اليوم ألف مرة عندما ينكسر أمام اولاده وزوجته وهو غير قادر على أن يوفر لهم أقل القليل من مقومات البقاء على قيد الحياة،نعم أنا هُنا أتحدث عن الشعب في مناطق سيطرة الحكومة والمناطق الخارجة عن سيطرتها عن الشعب الذي يُسحق بصمت عن الشعب الذي يعيش أكبر كارثة إنسانية في العالم بالرغم من أنه شعب لا يحلم بالكثير لا يحلم بڤيلا أو سيارة من طراز خاص أو بحساب بنكي يحتوي أنواع العملات بمختلف الأرقام الفلكية مثل لصوص ما بعد حرب صيف العام 2015  الذين تسلقوا على جثامين الشهداء وأنين الجرحى وصيحات الثكالى وغربة المشردين والنازحين واصبحوا من أثرياء زمانهم.


نعم نحن شعب يموت في اليوم ألف مرة بسبب قائد حرامي ومسؤول فاسد وزعيم عميل سخر عمله وموقعه لخدمة مشاريعه الخاصة والعائلية واستغل المحنة التي تشهدها الدولة ليقوم بنخرها وسلخها وخيانتها في لحظة ضُعفها  فهذا يبسط على أملاك وأراضي الغير وهذا يوقع على مشاريع وهمية وذاك يبيع مواد الإغاثة قبل أن تصل إلى مستحقيها وذاك القائد الفذ من قيادات أبو كوشن (سند) يقوم بنصب نقطة على الطريق العام ليمارس النصب والسرقة المحترمة ليضاعف معاناة الناس من خلفه الذين لا يجدون قوت يومهم بسبب الأسعار الخيالية والسياحية التي فرضها بعض  أولائك التجار الفجار بسبب كثرة نقاط التسول والجباية على الطرقات العامة ليُعيد ما خسرهُ فيها أضعاف مضاعفة من قوت ذلك المواطن البائس،يموت في اليوم ألف مرة وهو يشاهد القائد أبو ربل (مطاط) يجتز راتبه بحجج واهية ليعمر به الڤلل والعمارات داخل البلد وخارجها يموت ثم يموت ثم يموت وهو مازال على قيد الحياة بسبب كل تلك الدوامة من القهر والذُل والشعور بالنقص والمهانة بسبب أولائك النفر،نحن شعب يموت في اليوم ألف مرة وهو يشاهد وطن بأكمله يستباح وتنتهك حرماته ويمنع من خيراته وتمثل فيه أقسى المشاهد التمثيلية الهزلية التي راح ضحيتها آلاف الضحايا قتلاً وجوعاً وتشريدا.


في الأخير سنرفع أكف الضراعة إلى السماء لنسأل الرحمة لنا والنصر والثبات واللطف لأهلنا في غزة آمين آمين.