آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-01:16م

الكلب المزعج الغير مفيد

الإثنين - 06 نوفمبر 2023 - الساعة 10:23 م

حسين احمد الكلدي
بقلم: حسين احمد الكلدي
- ارشيف الكاتب


من الذكريات الجميلة التي استعدتها من زمان الصباء و الشباب في مرحلة مررت بها مرور الكرام  دون ان اشعر بمروري لها الا بعد ان وصلت الى قمة تل العقد السادس من العمر ولم اشعر بطول مسافة الطريق التي قطعتها اثناء الذهاب اليها ولكن ذكريات  تلك المرحلة التي كان لي  بها كثير من الهوايات والافكار التي ذكرتها لكم مرارا في يومياتي السابقة ويسعدني دوما مشاركتم لي تلك اللحظات وانا اتذكرها بتفاصيلها وبدقة متناهية واتلذذ عند صياغتي لكل كلمة عنها لاني عشتها ببساطتها وروحها العفوية وانا شغوفا بما كنت اقوم به في تلك المرحلة العمرية الرائعة الجميلة التي يراها الجميع زاهية وزاخرة بالالوان المختلفة في الطبيعة الخلابة التي نعيش فيها وتحيط بنا جبالها الشاهقة بمنطقتنا وفيها من اشجار معمرة طويلة يمتد عمرها لمئات السنين  وورود موسميةجميلة وسماء زرقاء صافية ومتجهمة تميل للسواد احيانا في وقت الصيف عند هطول الامطار  وفي هذه الاثناء كنت من محبي تربية الحيوانات واذكر اني قد تطرقت لذلك مرارا من قبل وكانت المهمة التي اردتها هو الحصلول على كلب صغير وما اكثرها مواليد الكلاب والقطط في القرى الريفية  المتناثرة المجاورة لنا وحولنا وفي المدن والحضر كذلك كانت واثناء البحث حصلت على الكلب المطلوب وقمت بتربيته وجعله يقوم بدور الحفاظ والحماية للمنزل و التنبيه لنا ان حصل مايعكر صفو واستقرار الاغنام والابقار والمواشي الاخرى ويكون له دور في الرعي وحارس امين ومع الايام كبر هذا الكلب واعطيته من الرعاية والاهتمام كثيرا لعله يكون حسبما كان معد له في اعتقادي ولكن مع مرور الوقت صار كبير الحجم ومنظره مخيف يفزع من يراه  حتى اصدقائي اللذين ياتون الي كان يخيفهم ولكن في الحقيقة هذا الكلب لم يكن كذلك فقد كان عندما يرى احد غريب يكثر من النباح عليه بشكل مبالغ فيه فهو يعطيني الشعور بما يقوم به من دور مهم   وبعد ذلك يقوم بالذهاب اليه ويحضن ارجله ويبدا في التمسح بقدميه و بالمداعبة معه ولا يضره ولا يضر احد ووجوده شكلي وحضوري فقط لايستفاد منه غير الشكل ومع مرور الوقت تطورة مهمته صار عندما اذهب لزيارة اصدقائي وجيراني في القرى القريبة منا  والمجاورة  كان ينتظر عودتي الى البيت في الليل ويقوم بااخافتي اعتقد كان يستشعر ذلك من خلال حاسة الشم لديه بموقعي  ويستقبلني قبل ان اصل الى البيت بحوالي كيلومتر فكان يتخفي في مكان ماء قريب من الطريق وعند الاقتراب مني يقوم بالقفز علي ليخيفني يعني بذلك اللعب معي وانا اغلب الوقت غير جاهز لتلك المفاجأة الغير سارة لي وهذة الصفة وجدتها مع الكثيراثناء تربية جميع الكلاب والحيوانات الأليفة وحتى الشرسة منها والمفترسة التي تربى في بيئة لاتمت لبيئتها بصله وهذا شيء طبيعي يفقدها الصفة التي خلقها الله  عليها فاذا قمت بتدليلها والاغداق عليها من الحب والرعاية والاهتمام الزائد والدلال والود يفسد ما كان مامول منها القيام  به ومهمة وجودها التي احضرتها للقيام بها .  ومن خلال استنباطي للكيفية التي يعيش بها الكلاب المدللة هي النباح وبشكل مستمر لتعطيك تنبيه وشعور بوجودها فقط ولكن في الحقيقة لاتقوم بشيء يذكر يفيدك عدى ازعاجك وتقض مضجعك وقت ما تكون في نوم عميق اعتقد الجميع يدرك ذلك انه من صفات كلاب هذه الايام فهو نفس ماكان عليه كلبي ذاك الزمان وعلى هذا فقد سبقهم على تلك الصفة بعقود كثيرة اعتقد يسجل لكلبي اليوم ذلك السبق الاول .  
وهذه من طرائف الشباب . 
لكم حبي وتقديري .