آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-10:59م

إيدي كوهين..!

الإثنين - 06 نوفمبر 2023 - الساعة 02:08 م

محمد علي رشيد النعماني
بقلم: محمد علي رشيد النعماني
- ارشيف الكاتب


في أحدث تطور مثير للسخرية والجدل قام الناشط الإعلامي إيدي كوهين بنشر تسجيل مصور على حسابه باللغة العبرية في منصة X يناشد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي بألا يكشف عن الخسائر الحقيقية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة .

يبدو أن كوهين مصاب بحالة من الهلع والذعر من المقاومة الفلسطينية ويرى أن الإعلان عن هذه الخسائر سيؤدي إلى تحطيم معنويات الجيش الإسرائيلي ورفع معنويات العرب والفلسطينيين والمقاومة .

إنها فعلاً لحظة مثيرة للدهشة عندما يطلب الشخص الذي يحاول احتلال أراض الغير وقمع شعبٍ آخر أن يخفي خسائره  لا شك أن هذا النداء اليائس لن يلقى استجابة فمن الصعب جداً  أن يتجاوب وزير الدفاع مع طلب كوهين ويتمادى في إخفاء حقائق الخسائر الفادحة لجيشه عن شعبه .

من الواضح أن كوهين لا يدرك أن الحقيقة لا تمتلك طرفاً واحداً وأن الأضواء ستكشف عنها في النهاية إن تكتم الإسرائيليين على خسائرهم لن يمنع الحقيقة من الظهور فالأيام القادمة ستكشف عن حجم الدمار الذي لحق بالجيش الإسرائيلي والمدى الحقيقي لقوة المقاومة الفلسطينية .

علاوة على ذلك يعتقد كوهين أن الإعلان عن هذه الخسائر في صفوف جيش الإحتلال سيرفع من معنويات العرب والفلسطينيين والمقاومة ولهذا السبب لا يجب الاعلان عنها .

ولا يسعني إلا أن اتساءل: هل يظن كوهين أن العرب والفلسطينيين والمقاومة لا يعلمون بالفعل بمدى الدمار الذي يلحق بجيش الإحتلال؟ هل يعتقد أن إخفاء الخسائر سيغير شيئاً في الواقع المرير الذي يواجهه الاسرائيليون وجيشهم وحكومتهم يومياً ؟!

تصور كوهين أن العرب والفلسطينيين والمقاومة يعتمدون فقط على إعلانات الإحتلال لمعرفة مدى الأذى الذي يلحق بالكيان الإسرائيلي هي تقديرات ساذجة في أفضل الأحوال بالنسبة للشعوب والمقاومة فإن الخسائر الحقيقية تكشف عن نفسها على أرض الواقع من خلال العربات المتفجرة والدبابات المدمرة والأرواح المفقودة إنها مأساة حقيقية لجيش الاحتلال يحاول كوهين عبثاً التستر عليها .

ربما يكون من الأفضل لكوهين وزملائه أن يتوقفوا عن تركيزهم على إخفاء الحقائق وبدلاً من ذلك يتعاملوا مع الأسباب الجذرية للصراع ويسعون لإيجاد حلول سياسية عادلة فبدلاً من الانشغال بالتستر على الخسائر ينبغي على إسرائيل أن تتساءل لماذا توجد مقاومة فلسطينية قوية وجبهة موحدة ضدها ؟

ويكمن الحل في العمل على إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني .

في النهاية يبدو أن نداء كوهين للتستر على الخسائر هو محاولة يائسة لإخفاء الواقع المرير الذي يعيشه جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة إنها نكتة ساخرة تكشف عن حقيقة مريرة يعيشها جيش الاحتلال وإن القوة العسكرية والاحتلال لن تنتصر على إرادة الشعوب والحقوق المشروعة وهي رسالة سوداء على حساب المعاناة البشرية وحقوق الإنسان وعلى كوهين أن يتذكر أن الحقيقة ستظهر في النهاية وليس هناك مكان للتستر عليها .