آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-02:40م

عامـلون بدون مـقابل والمـعلم راقــد

الإثنين - 06 نوفمبر 2023 - الساعة 12:48 م

ياسر القفعي
بقلم: ياسر القفعي
- ارشيف الكاتب


في البداية لا بد لنا أن نبدأ الحـديث عن الوضع السائد والذي لا بد منه، وهو الشعار العام والمُتعارف عليه، فالعامل الذي يتوكل على الله مع إطلالة كل صباح ماذا عساه يُريد؟. إلا أن يبحث عن عملاً يكدح فيه طوال ساعات النهار في ضل لهيب درجات الحرارة صيفاً، أو تحت وطأة اشتداد وانخفاض الرطوبة شتاءاً

ويقوم العامل المسكين بكل هذا الجُهد والعناء من أجل ماذا ؟. من اجل أن يُقال عنه الشخص الفلاني عاملاً نشيط لا يكل ولا يمل، أو ماذا يريد أحد أن يثني عنه بالمديح المبالغ فيه..!! لا والف لا، هو يقوم بكل هذا من أجل الحصول على لقمة عيش حلالاً يقتات بها هو وأسرته، ولا يريد أن يُسأل الناس الحافا

ومثل هذا ينطبق اليوم الحال عن وضع المواطن والدولة أو القائمين عليها أو من يسمون أنفسهم بهذا المسمى، وهم في حقيقة الأمر بعيدون كل البُعد عن هذا، بل إنهم مسئولون نسو وتناسوا أنهم موقفون بين يدي الله وسيحاسبهم الله تعالى عن الرعية والتي ولو أمرهم يوماً، وسندمون يوم لا ينفع الندم

القوات المسلحة الجنوبية تقدم كل يوم شهيد أضعف الإيمان أو أكثر وكم من الجرحى، ومع هذا لم يُنظر في حل تأخر معاشات تلك القوات، ويجلس العسكري المحسوب على الانتقالي عدة أشهر يتجرع مرارة الدين واستجداء التجار واهل الجاه لمن يعطيه ولو شيء يسير من الفتات كي يسد بها رمق  أولاده و أسرته

وكذلك الجندي الآخر الذي يخدم في السلك العسكري أو الأمني، لكن هذه المرة المحسوب على الشرعية المبُجله، يعيش نفس ألهم والكابوس الذين يعيشه زميلهُ المذكور آنفا، ما يعني أن العسكري المسكين في وضع صعب يرثى لحاله في كلا الاتجاهين،

وكذلك كل موظفي الدولة يعانون نفس معاناة العسكر الاشاوس، وكل فئات الشعب، تعاني هذا القهر والظلم، والتسلط، وكل مسئوولينا يعيشون في اضخم الفلل أكان في الداخل أو الخارج،  ويركبوا وأسرهم افره موديلات السيارات، نسي هذا المسؤول أو ذاك أنه وصل إلى هذا المنصب بفضل لله ومن ثم تضحيات الشعب وأفراد الجيش والأمن

اليوم كل ما يقوم به الشعب فاق الخيال، تضحيات ونضال، واخلاص وطني قل نظيره، ولكن لم يحصل على التعويض ولو بالشيء القليل، وهذا حق وواجب أن يحصل عليه المواطن، فـ الشعب هنأ حاله كـ حال العامل يجد ويجتهد ويكد ويكدح ومع هذا تجد المعلم راغد، ولا يعير المسكين ربع الاهتمام

المسؤول اليوم في بلادنا لا هو شارك المواطن همه ولا هو عمل على إصلاح وضع منظومة الدولة الرث، ولا بين للناس المعرقل لوضع تصحيح المسار، ولا هو قام بتقديم استقالته، وهذا أقل واجب يعمله تجاه رعيته، فـ إلى متى هذا الاستخفاف بهذا الشعب المكلوم.؟..

خدمات الدولة مغيبه كُلياً، لا أمن ولا كهرباء لا طرقات لا صحه لا تربيه، لا انتظام في صرف المرتبات للموظفين، لا نوايا حسنة ولا بوادر أمل طيبة تدل أن قيادات الدولة تسير عليها حتى تعالج الاخلالات، وإعادة المياه إلى مجاريها، ما يجعل المواطن يتعشم خيراً في تلك القاده

أن للصبر حدود وأن للظلم نهاية وأن للجبابرة انكسار، وأن للمسكين رباً، سـ يحميه من كيد الظالمين، ولو بعد فترات من الأزمنة، على أعضاء الرئاسي حل الوضع الحالي، وكذلك  قيادة الانتقالي محاولة حل الازمة، مالم على الجميع مغادرة المناصب وإلا سـ يأتي طوفان يقتلعهم كما حصل لمن قبلهم