مقولة مشهورة للجنرال الفيتنامي جياب قال فيها لا تجتمع الثورة والثروة
اليوم نرى الثوار الجنوبيين ممن كانوا لا يملكون قيمة كسرة خبز يمتلكون الفلل والقصور والسيارات الفارهة وكأنهم نسوا ما فوضناهم من أجله وهو استعادة دولتنا الجنوبية على حدود ما قبل 1990/5/22م
ليس من باب الحسد لقادتنا وثوارنا، الجنوبيين ولكن الجوع كافر والشعب مات وشبع جوعاً ولم يعد بمقدوره التحمل والصبر والعزيمة التي يحثهم قادتنا وثوارنا عليها
ليس من الإنصاف والعدل يا قيادتنا ويا ثوارنا أن تنعموا انتم وأسركم وأولادكم برغد العيش في أمصار العالم والشعب يطحنه العوز والجوع والفقر
ليس من الأمانة أن تضاء، فللكم وقصوركم، وبيوت ليلاً نهاراً بالكهرباء،وبيوت العامة من الشعب في ظلام دامس يحرق الحر جلودهم و يمتص البعوض دمائهم إن أبقى اللصوص والفاسدون شيء منها للبعوض
لم يعد بمقدورنا أن نقرع لكم الطبول ونضرب لكم الدفوف ونقول فيكم القصائد والملاحم الشعرية فالسنوات العجاف التي أكلت الأخضر واليابس أوصلتنا وأوصلت الشعب إلى قعر العناء وشظف العيش
كانت أحلامنا عظيمة،وكبيرة عندما فوضناكم لتقودوا ثورة أحلامنا ولم يكن ببال أحدنا أن يكون ما وعدتمونا عندما رفعناكم على المنصات سراباً نحسبه من شدة نشوتنا وظمأنا ماءً
دخلتم شراكة مع حكومة لصوص تسرق الماء والغذاء من أفواه وحناجر البسطاء والنور من حدقات أعينهم ووعدتمونا انكم ستكبحون جماح الفاسدين ولكن رأينا هول الفساد أكثر انتشاراً واستشراءً في ظل شراكتكم وازاد شعبنا معاناة وأسى أشد ضراوة مما كان يعانيه ولم نعد نسمع لكم صوتاً ولو ببنت شفة
قيادات ودوائر منتشرة في كل محافظة ومديرية لم نر منها إلا صور لاجتماعات ولقاءات وزيارات يعيشون في عالم افتراضي بعيد بسنين ضوئية عن واقع مواطنين محافظاتهم ومديرياتهم الذين احرقتهم لظى الفساد والفاسدين
.
لجانكم لمكافحة الفساد لم نر أنها قدمت ولو واحد فقط من الفاسدين للمساءلة عن ما كسبه من مال حرام من قوت ومقدارات هذا الشعب المكلوم بل زادت بطونهم وكروشهم تخمة ونسوا أن مهامهم وواجباتهم مكافحة الفاسدين وتقديمهم للعدالة وليس عقد اللقاءات والاجتماعات وصور السيلفي والطبطبة على ظهور الفاسدين
أين عمل وخطط لجانكم الإقتصادية وهل هي على علم بالتدهور الاقتصادي والمعيشي الصعب والهبوط الكارثي لسعر العملة وارتفاع اسعار المواد الغذائية و التموينية أم أن مهمتها استلام مرتبات ومخصصات آخر كل شهر فقط؟؟!!
لم يعد بمقدورنا تقبل الأعذار والتعاليل بتحميل الأخرين فشلكم وعدم مقدرتكم على القيام بحلحلة ولو الشيء اليسير مما يعانية هذا الشعب المكلوم فأنتم شركاء في هذا الدولة والحكومة التي تستمتع في زيادة الضنك واالوجع الذي نعانيه
طلٌوا علينا وصارحوا الشعب الجنوبي ما الذي يمنعكم من تغيير هذا الواقع المر والمخزي الذي يعيشه فقد بلغت القلوب الحناجر ولم يعد بمتسعه الصبر والعزيمة أكثر، مما صبر فللصبر حدود ٠٠٠٠٠
