آخر تحديث :الجمعة-10 مايو 2024-09:55م

تظاهرات عدن لاهل غزة ترسم اجمل لوحة انسانية

السبت - 21 أكتوبر 2023 - الساعة 02:12 م

فواز الشقراء
بقلم: فواز الشقراء
- ارشيف الكاتب


عندما يتحد الشعب بلا حدود ويجتمع تحت راية الإنسانية، يتحول إلى قوة لا يمكن ايقافها. هذا ما حدث في مدينة عدن الحرة جنوب اليمن، حيث خرج شعب عدن بدون أي دوافع حزبية أو حكومية في مظاهرات كبيرة وحاشدة في ساحة العروض في خورمكسر.

لكن سؤال يطرح نفسه، ما هي الدوافع التي دفعت شعب عدن للخروج والتظاهر؟ فالإجابة على هذا السؤال تكمن في الوحشية التي يتعرض لها شعب غزة في فلسطين جراء الحرب الدائرة عليهم من قبل إسرائيل. فقد قرر شعب عدن أن يكون صوتاً لأهلنا في غزة، ليعبر عن مدى تضامنهم ومشاعرهم الصادقة تجاههم.

في مظاهرات العروض في خورمكسر، رسم شعب عدن لوحة جميلة تعبر عن هذه المشاعر الأبية. حمل الشباب اللافتات التي تنادي بوقف الحرب على غزة، ورفع الأطفال الأعلام الفلسطينية بكل فخر واعتزاز. كانت الشوارع مزدانة بالشعارات الداعمة والصور التضامنية، وكأن الشعب يرغب في أن يكون العالم كله يشاهد تلك اللوحة التي تجسد الأخوة العربية والإسلامية.

مظاهرات عدن كانت لحظة تأكيد على أن شعب عدن يشعر بألم الضحايا في غزة، وأنه لن يبخل على أهله بالدعم والمساندة.

وفي هذا السياق، يستحق الذكر كافة الأفراد الذين ساهموا في تنظيم وإعداد هذه المظاهرات. إذ قدم الشباب جهوداً جبارة في الترويج للفعالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتجميع المساهمات المالية لدعم غزة. وقد نظمت الجمعيات والمؤسسات الخيرية والشخصيات العامة حملات تضامنية لدعم أهلنا في غزة.

لا يمكننا أن ننسى دور وسائل الإعلام في نقل الصورة الحقيقية لما حدث في عدن. فقد كانت القنوات التلفزيونية والصحف الإلكترونية والصحف المحلية تغطي الأحداث بكل تفاصيلها، لتوضح الدور الكبير الذي لعبه شعب عدن في دعم ومساندة شعب غزة.

إن مظاهرات عدن الحرة خرجت من تلقاء نفسها، لا دوافع حزبية أو حكومية خلفها. فهي تعكس إرادة شعب عدن الذي يسعى لبناء جسور التواصل والتضامن مع شعوب العالم، وخاصةً أشقائه في فلسطين. إن هذه اللوحة الجميلة ستظل حاضرة في قلوبنا وتذكرنا دائماً بأن التضامن هو السلاح الأقوى في مواجهة الظلم والاستبداد.