آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-06:25م

صراع أغان في اليمن

الجمعة - 15 سبتمبر 2023 - الساعة 02:13 ص

علي المقري
بقلم: علي المقري
- ارشيف الكاتب


في اليمن ضجّة بسبب أغنية دعا فيها مغنّ حبيبته إلى مقابلته في مقهى لشرب الشاي والمشي معه، قائلا إن هذا "مُشْ غلط".

علا صوت رجل دين شهير في تعز قائلا "بلى، إنّ هذا غلط!" وقد عُرف عنه كثرة خُطبه المحذِّرة من الاختلاط بين الجنسين في المقاهي، لكن رأي هذا الشيخ لم يقتصر على عدم إعجابه بالأغنية بل ذهب إلى التحريض على الفنّان الشاب مروان شمسان معتبرا أن أغنيته خارجة عن الأخلاق والدين ممّا دفع الفنّان إلى نشر توضيح حاول فيه أن يبرّر أغنيته.

قال البعض إن الأغنية كانت ستُسمع بهدوء ومن دون زوابع لولا خطبة هذا الشيخ يوم الجمعة الماضية ومنشوراته في "فيسبوك" التي استخدم فيها لازمة "هل ترضاه لأختك؟"، وهو قول غير دقيق إذ تأتي الأغنية بعد سنوات من التحريض ضد تجمعات الشباب من الجنسين في المقاهي والحفلات الطالبية والاجتماعية وضد عدد من الفنّانين والفنّانات والمسلسلات التلفزيونية والأفلام، ولهذا عدّت الأغنية التي سمعها الملايين بمثابة انتصار لمزاج هؤلاء الشباب المقبلين على الحب والحياة.

لا تبدو أغنية "مُشْ غلط نشرب سوا شاهي ونتمشى شويّة" مختلفة في فكرتها وبساطتها عن الأغنية السودانية الشهيرة "الليلة بالليل/ نمشي شارع النيل/ أنا وانت سوا/ قهوة بمزاج"، لكنّها في المقابل لا تصل إلى جرأة تاريخ الأغنية اليمنية، حيث هناك العشرات، إن لم نقل المئات، من الأغاني التي تذهب بعيدا في التغزل بالحبيب والحبيبة وتتولّه بالجسد ومفاتنه. واليمنيون يسمعون يوميا أغاني أحمد قاسم وأيّوب طارش والحارثي ومحمد سعد عبدالله وفيصل علوي وعبد الباسط عبسي وحسين محب وجميعها لا تخلو من الولع بكل ما هو حسّي ومثير.

مع هذا، فالأغنية التي كتب كلماتها منتصر منصور ولحنها سنان التبعي، وضعت بعض المنتمين إلى أحزاب إسلامية، والمعروفين بوسطيتهم، على المحك، فقبل أسابيع نشر شوقي القاضي وهو برلماني يمني إسلامي، يُصنّف أنّه من المعتدلين، دعوة إلى الإسلاميين ليراجعوا مواقفهم تجاه الأدباء والفنّانين قائلا في منشور له على "فيسبوك" إنّه سبق وخطب في مسجد ضد أيّوب طارش وإحدى أغانيه لأنّه، أي القاضي، كان يومها يتبع مشايخه ويظن أنّهم "يفهمون كلّ شيء، وكلامهم هو كلام الله"، لكنّه حين كبر فهم معنى الأغنية واستغفر الله ودعاه أن يمدّ بعمر الفنّان، كما قال.

المجلة