يقينا أن الأوضاع في البلد قد ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة فأفقدت التوازن وعطلت القدرة على القيام بأي نشاط اجتماعي، وهي في مناطق التوتر أكثر من المناطق الهادئة نوعا ما والتي مازالت - أو هذا مانعتقده- في مأمن من القلاقل والتصرفات الرعناء، ولعل مدينة تريم الواقعة في وادي حضرموت مازالت - كما نلحظها - من المناطق التي تتسم بهدوء نسبي، يساعد بصورة أو بأخرى عن إيجاد نوع من الحراك لإقامة بعض الفعاليات المجتمعية بمشاركة السلطات المحلية، سواء على الجانب الثقافي أو الرياضي ، تسعد كل مهتم بهذا الشأن، يجد فيها السلوى، وفي متابعتها هروبا من الضجيج السائد، والأحداث المؤسفة التي لا تسر الخاطر.
من الفعاليات التي تقيمها هذه المدينة بلفتة كريمة من رجال الأعمال فعالية البطولة الرياضية لأندية وادي حضرموت لكرة القدم والتي تقام برعاية مجموعة الماهر التجارية. وهي بطولة سنوية أقيمت خلال السنوات الماضية بشكل منتظم ودوري .
ورغم الدعم السخي المقدم لهذه البطولة من مجموعة الماهر التجارية.
إلا أن وكما يبدو لي الأوضاع في البلد قد أثرت على ذهنية اللجنة المنظمة، بل والجهات الحكومية المشرفة وأضعفت ذاكرتها وصارت لاتذكر كم من النسخ قد مرت على هذه البطولة، رغم أن النسخ لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
وحتى نعلم هذا نضع الصورة الكاملة بإيجاز في السطور التالية.
في يوم الأربعاء 19 من يوليو 2032م أجريت مراسيم قرعة بطولة الماهر الرابعة لكرة القدم لأندية وادي حضرموت 2032م برعاية محافظ محافظة حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي، ووكيل المحافظة لشؤون الوادي والصحراء الأستاذ عامر العامري، وبإشراف مكتب الشباب والرياضة في الوادي .
ومن هذه الجزئية نعرف أن البطولة تقام على مستوى عال من الرعاية والإشراف الحكومي، ولذا فهي تلتزم بالقوانين واللوائح المنظمة لأي حدث رياضي، ولا سبيل فيها للعشوائية التنظيمية، والقرارات المرتجلة غير المدروسة.
هذه المراسيم أجريت في قاعة برج الماهر بحضور المدير العام لمكتب الشباب والرياضة رياض الجهوري، والأمين العام للمجلس المحلي تريم علي صبيح أمين، والأمين العام لفرع إتحاد كرة القدم قرزي الربيزي، والمدير التنفيذي لمجموعة الماهر التجارية وليد الحسين، ومجموعة كبيرة من الإعلاميين المخضرمين، وممثلي الأندية المشاركة.
هذا الحضور - وهو على مستو كبير من الوعي والإدارك، وشخصيات لا نشك مطلقا بأنها تعاني من فقر معرفي ومعلوماتي تم تحت مسمى بطولة الماهر الرابعة لكرة القدم، وكل مافي المكان من لافتات وتجهيزات يشير إلى ذلك، وكل ماتم من قول أو فعل تم على أساس ذلك.
ولذا فلا نعتقد أن هناك أي مجال للخطأ قد تم، لا ستحالة اجماع الحاضرين على هذه الخطأ وعدم تنبه أحد منهم له أن وجد .
وعلى هذا سارت التجهيزات والاستعدادات لهذه البطولة (البطولة الرابعة ) إعلاميا وتنظيميا،
انطلقت البطولة يوم الجمعة 18 أغسطس لنشاهد عجبا على أرض الواقع، تنطلق البطولة تحت مسمى البطولة الخامسة في تناقض واضح مع كل ماتم وأعلن عنه، بل ومع كثير من الشواهد على أرض الملعب من تجهيزات تشير إلى البطولة الرابعة أعدت سلفا في الملاعب التي تحتضن المباريات. بل هناك تخبط إعلامي واضح في نشر فعاليات البطولة فهناك من ينشر تحت مسمى البطولة الرابعة وهناك من ينشر تحت مسمى البطولة الخامسة.
هذا يجعلنا نفكر مليئا في هذه الإشكالية التي نتجت في تغيير المسمى، هل غابت عن اللجنة المنظمة البطولة الرابعة -إن كانت أقيمت فعلا- حتى يتم الاستعداد لهذه البطولة تحت مسماها، قبل أن تذكرها اللجنة المنظمة وتتدارك الأمر، وهو تدارك جاء متأخرا جدا .
أم أن هذه هي البطولة الرابعة فعلا، وارتأت اللجنة المنظمة تغييبها، والقفز إلى البطولة الخامسة، وذلك لأن مجموعة الماهر التجارية طموحة جدا وتريد أن تصل لأعلى رقم في وقت قصير جدا، كأن تصل البطولة رقم 100 في أقل عدد من السنوات. لتحقق بذلك إنجازا لم يسبقها إليه أحد.
وبإشراف - أو صمت - الجهات الحكومية المختصة وغير المختصة في وادي حضرموت.
