آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

ماأشبه اليوم بالبارحة "الخيانة فنون بحسب الظروف"

الأربعاء - 19 يوليه 2023 - الساعة 07:58 م

عفراء حريري
بقلم: عفراء حريري
- ارشيف الكاتب


بالأمس كتبت كثيرًا عن كلُّ ماوصلنا إليه اليوم وقبلت أن يصنفوني ويصفوني بالخيانة والتآمر والكُفر والحوثنة ولم يخلو ذلك من التهديد والترهيب والوعيد، وجميل بأني أحتفظت بكلُّ ذلك. ليأتي هذا اليوم وأنا أجد من كانوا بالأمس مع النظام السابق(نساء ورجال) يتظاهرون على الرغم من أن مصالحهن/هم لم تتأثر وقد كن وكانوا يتصدرون مشهد الدفاع عن نظام الفساد وهن وهم في السلطة، ثم أرى من هن وهم مع اللانظام اليوم ونصفهم في السلطة التنفيذية ونصفهم الأخر يحتل إدارة جميع مؤسسات الدولة الهشة والسلطة المحلية والقضاء يتظاهرون ايضًأ.
وكل من هؤلاء يغني على ليلاه خاصة ونحن في زمن أنقلبت فيه المفاهيم وسقطت فيه القيم وأنهارت فيه المنظومة الأخلاقية، وأصبحنا نحتاج فيه أن نعّرف المعرف ونشرح المسلم به وذلك بسبب غسيل المخ والدماغ وفقدان الذاكرة الذي يحاول أن يمارسه البعض علينا، في ظل النفاق الاجتماعي والسياسي الذي يطفو على السطح من حياتنا اليومية، تارة باسم عدن وتارة  باسم الحقوق واخرى باسم الجنوب. 
لاتوجد عبارات أو كلمات تصف مثل هؤلاء لأنهم يستغلون الذاكرة المثقوبة للمواطن في عدن ويعزفون على مشاعره سيمفونية الجنوب والحقوق وعدن في ظل غياب المساءلة والمحاسبة منذ سيطر على الوضع نظام الفساد أبان الوحدة اليمنية وترسخ وتجذر طولًا وعرضًا وأستمر حتى اللحظة مع تغيير شخوصه وشعاراته. 
يدرك التحالف العربي ممثلًا بالشقيقتين الكبرى والصغرى(السعوديةوالإمارات)بأن لدينا أرض غنية بالثروة و أشخاص في السلطة بتنوعها ومستوياتها ومسمياتها  المختلفة يجيدون الإرتزاق والفساد وعلى أتم الاستعداد لخيانة البلد فأحتفظت بهم(رجال ونساء) في إطار تلك السلطات بما فيها القضائية وسمحت لهم بتعيين الاقارب والموالين والمناصرين والمطبلين وبعض النخب، فسمح كلُّ هؤلاء مجتمعين للشقيقتين بإستباحة الأرض ومافي باطنها وفوقها وتحتها من بحر وشجر وحتى الجُزر، وضياع العرض من شرف وكرامة وعزة وفخر، وأبقتا لنا الشعارات، والغريب بأن هذه الأمور في نظر أولئك السابقين واللاحقين لاتُعد خيانة وأصبحنا نتجادل في بيئة خطابية غير قابلة للتداول عن مفهوم الخيانة، فالخيانة وفنونها تتلون بحسب الظروف، ومهما ظلمَنَا بعضنا البعض و أهل وطننا  فهذا أبدا  لن يبرر لنا خيانة(مدينتنا عدن) فهناك في كل زمان ومكان من يرتضون لأنفسهم الإقدام على خيانة مدينتهم ووطنهم وأمتهم وشعبهم وبيع ضمائرهم وتاريخهم الشخصي (إن كان لهم/لهن تاريخ وشخصية) لأطراف أخرى تربصت بالمدينة عدن  لعفاش وزبانيته وأخرى للإمارات. تربصوا بعدن أرضًا وإنسانًا و جميعهم قدموا و يقدمون  الولاء تحت أي ذريعة كانت سياسية أو دنيوية أو عقائدية أو مذهبية أو طائفية أو سلالية أو....غيرها، والذي من نتاجه ماوصلت إليه وعليه عدن اليوم من سفك دماء وزعزعة الاستقرار والعبث بخيراتها وعلى رأسها ميناء عدن، ما أشبه اليوم بالبارحة. 
إن عدن لم تُعد تحتمل المزيد من الخيانة والكذب والتآمر عليها، وبالكشف عن الماضي من معلومات سيتأكد لنا كيف باع البعض هذه المدينة وقبضوا الثمن ثم ارتدوا بعدها ملابس الوطنية والثورية و مثلهم اليوم دعاة الجنوب القادم. 
لقد حان الوقت لكشف كلُّ هؤلاء الخونة/ الوطنيون(رجال ونساء) اللذين  واللواتي خدعنا فيهم طويلا حين جردونا من وطنيتنا لأننا نعجز عن النفاق والكذب.
لم يعد الأمر يمكن السكوت عنه بعد الآن والمشهد يتكرر يضم الماضي والحاضر  
ونفس الوجوه بالأمس هي وجوه اليوم 
وأوضاع عدن( كهرباء مستأجرة، ماء بالدينامو، وظيفة بالوساطة والمحسوبية، وتهميش الكفاءات والاستغناء عن الكوادر، وترييف عدن عن عمد، و أهل القرى الذين يتحكمون فيها وميناء عدن المعطل المرتهن لأجل موانئ دبي بالأمس هو مثل اليوم،  الحزب السياسي بالامس والمكون السياسي اليوم المسيطر على الأرض بالنفوذ و السلاح هو المتحكم بزمام الامور في عدن..إلخ) فالمشهد كما هو والاوضاع كما هي لم تتغير سوى أن الأزمات تفاقمت نظرا لزيادة عدد سكانها،
والزمن هو نفس الزمن، إذ فيه الخطأ مباحا و الخيانة وجهة نظر ومبدأ من مبادئ حقوق الإنسان وبوابة (الديمقراطية )، والمتغير الوحيد أن الحاضر منظوي تحت شعار إستعادة الجنوب ملفوف بعلم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من طرف الحاضر المسيطر على الأرض، أما طرف الحاضر/الماضي "ربيب عفاش" توأمه يتظلل بشعار من أجل عدن و متدثر بالحقوق. 
 نعم مسكينة عدن،  آه يابلد النهار صار حبك سعيا للريال السعودي والدولار لاغير.
 حين أسمع كلام البعض عن حب عدن والتضحية في سبيلها أشعر بالاعجاب، ولكن عندما أرى الافعال اشعر بخيبة الامل، لأن ما يأتي على الألسن يختلف عن ما في القلوب. 
ساسة فاشلون فاسدون، شلة من الرجال والنساء باعوا عدن بدون ضمير كانوا في السابق تحت راية عفاش وهو يتوعد بجعل عدن قريةواليوم وطنيون،  وشلة أخرى كانت تتظاهر ضد عفاش وتشكوا نهب حقوقها واليوم تقلده في كلُّ شيء.
وجميعهم حولوا عدن خرابة مع تشييد بعض الموالات لحفظ ماء الوجه المجعد كذبًا وزيفًأ ونفاق.