آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-12:00ص

العالية التي لا تنحني

الأربعاء - 12 أبريل 2023 - الساعة 05:04 م

سماح عملاق
بقلم: سماح عملاق
- ارشيف الكاتب


لا يهمني السياق العام والملاحظات الفنية في مسلسل العالية، ولا عبقرية المخرج التي ظهرت بأداء معظم الممثلين، بل قوة السيناريو وقيامه بأدوار توعوية للمجتمع.

كلمة شكر، للمؤلفة نور ناجي التي جعلت الشيخ فاضل يشهر "جنبيته" في وجه من يتهم ابنته في شرفها، بدلًا من أن يغرسها في بطنها "ظلمًا" كما يفعل أولياء أمور كُثر في المجتمع اليمني.

شكرًا لأن الدراما اليمنية انتقلت في هذا المشهد -تحديدًا - من مرآة للواقع إلى معالِجة لأخطائه، وفي قضية حساسة للغاية لطالما قُتلت بسببها فتيات طاهرات؛ نتاجًا للحميّةِ العمياء والغيرة المزيفة.

شكرًا لسلمان الذي قال كلمة الحق في وجه السلطان الجائر :" إنها مكيدة للإيقاع بالشيخ فاضل"، ولصديقة ضبية التي صرخت باكيةً:" ضبية طاهرة وشرفها من شرفي" وهي نفسها التي كانت ثقتها بزوجها أرقى من مستوى شكوك ضعفاء النفوس، ولم تقبل الضيم عليه وكان لها موقف مشرف معه أمام الجميع.

تحية أخرى لزوجة الخائن مانع، التي وقفت في وجهه مع الحق، وتركت منزله حينما يئست من إصلاحه؛ وما أصعب أن تختار المرأة بين زوجها و بيتها وبين ضميرها و وطنيتها!.

في الحقيقة.. لن أركز على الهفوات كما هو سائد، إنما على الحبكة الدرامية والرسالة الاجتماعية السامية لهذا المسلسل، وهذا نجاح يستحق رفع القبعة.

ما راقني هو مواجهة الصور النمطية الخاطئة لمواقف كثر، للمرأة أن تحمل السلاح إن لزم الأمر، ولها أن تقود الرجال إن تطلب ذلك، وليس بالضرورة أن تنكسر المرأة المطلقة، وهي كيان قوي يملك القرار الصارم فيما يتعلق به.

وحال حضر الشهود وسطعت الدلائل لإدانة فتاة معروفة بأخلاقها، لابد من أن نشكك حتى بنزاهة الشهود، لا سيما إن وُجدت مصالح لطرف ثالث يود الإيقاع بها أو بعائلتها أو بقومها.

مهم جدًا أن نراجع أنفسنا، وأن نفكر مليون مرة قبل أن نتلفظ بكلمة فيها مساس بأعراض الناس، وأن لا نعتبر النساء قطَع ضمن أثاث المنزل، فاقدات للإحساس والفكر والإرادة.

الأهم من ذلك، أن تعمل الدراما اليمنية على تعزيز هذا الاتجاه.