آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-03:57م

رحلت ورحل معها الخير

الخميس - 06 أبريل 2023 - الساعة 04:17 م

عبدالرقيب فارع
بقلم: عبدالرقيب فارع
- ارشيف الكاتب


- قبل ستة اعوام أوصدت الابواب في وجهي بعد رحيل والدتي بشهر التوبة والغفران يوم الاثنين الخامس عشر من شهر رمضان المبارك.

ومنذُ تلكم اللحظة وحتى اليوم وانا اتذكر ابتسامتها اتذكر حنيتها اتذكر مداعبتها لفلذات كبدي أحمد وعمر وريتاج أتذكر كل لحظة عشتها مع امي.

 بعد رحيلها كما اسلفت أوصدت كل الأبواب في وجهي وتكدرت معيشتي وتشتت افكاري .. اتذكر حينما وسدتها في قبرها وودعتها بقبلات ودعوات پإن يجعلها ربي باعلى الجنان .. حينها وانا أودعها انتشلوني من حضنها ظناً منهم انهم سينقذون حياتي .. رغم اني كنت اتمنى النوم بجوارها إلى ما لا نهاية.

ولم اتخيل بعمري ولو لمرة واحدة انها ستفارقني .. وعقب رحيلها وانا اعاني وتفرقت بي جميع السُبل وتنقلت ما بين المحافظات للبحث عن لقمة العيش لفلذات كبدي .. دعواتها لازالت تصدح في قلبي واذني وكانت دائماً تدعوا لي بإن يرزقنا الله ببيت وسيارة ومال وفير ااااااااااااااح حتى وهي في فراش الموت وهي ترفع يديها للسماء وتقول يارب ارزق ابني عبدالرقيب .. أتذكر حينما دخلت للعناية المركزة في بداية الشهر المبارك شهر التوبة والغفران بمستشفى الثورة بالعاصمة صنعاء بعد إصابتها بالفشل الكلوي ، وخرجت بعد اسبوع وهي لازالت تغدقنا بالدعاء .. خرجت من المستشفى صوب منزلي وهي تتمتم وتواصل دعواتها لي.

وفور وصولها للبيت يومها كانت ابنتي ريتاج وبنت اختي جنى سلام الرازحي يلعبين ويتشاجرين فوق سريرها وهي تعاني من شدة المرض وانا انهرهن وامي تدافع عنهن وتقول لي بصوت شاحب خليهن يلعبين.

كم كانت حنونة وصبورة وكتومة ، كانت تعاني بصمت ولا تبوح لاي شخص بوجعها ، رحمة الله تغشاها وربنا يجعلها في اعلى الجنان ، ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا لفراقك لمحزونون.

وما يحز في النفس ويزيد اوجاعي حينما كانت تأتي لمنزلي تصرف الأموال التي بحوزتها لي ولاولادي ، حتى عندما كنت أذهب إليها وهي في بيتها بالحالمة تعز او في منزل كريمتي بصنعاء تعاملنا بنفس الحب والكرم ، واذا اعطيتها أي مبلغ مالي تعيده لأولادي باي شكل من الاشكال.

اعتذر من كل نساء العالم امي غير كل الامهات امي العلامة الفارقة بحياتي وحياة خواتي ، امي ليس لها مثيل في هذا الكون.

وللعلم بإن حياتي تكدرت ليس بعد انهيار الدولة وانما بعد رحيلها ، لك الحمد يا الله على كل حال .

المهم ان امي كانت محبوبة لدى الجميع ..وبدلبل عقب وفاتها اي من بعد صلاة الفجر وحتى الظهيرة والنساء يتوافدن لمنزل جدي سلام الرازحي رحمة الله تغشاه بصنعاء لتوديعها .. وبعد الصلاة عليها بمسجد الخرابة بحي الحصبة انطلقت جنازتها بسرعة لمقبرة الصياح وكان احدهم يقول ياجماعة دلا دلا دلا ما يصلح تمشوا بسرعة رد عليه رجل كبير بالسن عملها صالح ومشتاقة لملاقاة رب العباد.

ياسادة ياكرام اكتب هذه الكلمات ودموعي تنهمر بغزارة ليس حزناً عليها وإنما فرحاً لانها انتقلت لجوار ربها في الشهر المبارك ، لاسيما البعض من زملائي واحبتي قالوا لي نهنئيك لأن والدتك ستقابل ربها في شهر مبارك.

اسأل الله العلي القدير ان يجعل قبرها روضةً من رياض الجنة وان يعوضها بأهل خير من اهلها وجيران خير من جيرانها ، وان يرحمها برحمته وجميع موتى المسلمين والمسلمات.

ااااااااح ياوجع قلبي رحلت امي ورحل معها الخير وفقدت عين برحيل أمي ويتبقى لي عين واحدة فقط وهو ابي اللهم اطل بعمره مع وافر من الصحة والعافية.