آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-09:17م

مسلسل ( دحباش) توصيف مجتمع .

الأحد - 26 مارس 2023 - الساعة 12:00 ص

عبدالله سالم النهدي
بقلم: عبدالله سالم النهدي
- ارشيف الكاتب


مسلسل ( دحباش) مسلسل عرض في شهر رمضان مع بداية التسعينات من بطولة الفنان ( آدم سيف ) مع تحقيق الوحدة اليمنية .
وقد جاء هذا المسلسل في مرحلة بالغة الأهمية والخطورة.. فقد جاء في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، فعليا، كما أقر بذلك المختصون.. ففي العالم انهارت المنظومة الاشتراكية وسقط النظام العالمي ذو القطبين وبدأ عهد القطب الواحد المتحكم والمسيطر والذي شرع في فرض ثقافته... 
وبطبيعة الحال هذا الوضع انسحب على اليمن.. فقد كانت في مرحلة تاريخية مهمة وهي حلم تحقيق الوحدة اليمنية بخطوات متسارعة وغير مدروسة ولم تراعي الواقع الاجتماعي/ الثقافي والاقتصادي والسياسي السائد في كل دولة من الدولتين المتحدتين بشكل اندماجي كامل في دولة واحدة.

لقد قدم آدم سيف مسلسله ( دحباش ) ليثير كثير من القضايا السائدة في مجتمعه - المجتمع الشمالي بشكل عام- والتي في يقيني أنه كان هدفه من إثارتها وتعريتها وانتقادها من أجل إصلاحها ومحاولة تغييرها في خضم التغييرات الحاصلة في الوطن والمنطقة والعالم أجمع .
لكن مع الأسف طبيعة المجتمعين المتوحدين لم تكن ملائمة.. 
فقد رأى فيها المجتمع الشمالي تعريضا به والسخرية منه. ورأى فيها المجتمع الجنوبي كشف حقيقة طبيعة المجتمع الوافد عليه بوحدة اندماجية، الطبيعة التي لا يمكن أن تتوافق معه..
فحدث صراع ثقافي اجتماعي معلن وغير معلن أسفر عن وجود شرخ عميق أثر في صرح الوحدة اليمنية وبدأ كيانها قابلا للانهيار .

خطورة المسلسل في رأيي أنه لم يتوجه إلى عدم التجانس بين النخب في الشطرين المتوحدين، وهذه حقيقة ؛ ولكنه أظهر عدم التجانس بين المجتمعين وهو ماكنا نعتقد أنه غير موجود بالنظر لحالة التتقل بين المواطنين التي كانت تحدث من الشمال إلى الجنوب والعكس للعمل أو غيره في العقود التي سبقت.
لذا فقد تنبه المجتمع الجنوبي - أو نبهه المسلسل- إلى حالة تردي قيم المجتمع هناك واعتمادها على قوانين عرفت فيما بعد لدى المواطن العادي بـ ( الدحبشة ) وهي القوانين التي سيطرت - مع الأسف - على الوضع العام، بل وانتهجها جزء من المجتمع الجنوبي ومارسها بصورة أبشع .

لقد كان آدم سيف يأمل - وهذا ما اعتقده - ان النموذج الجنوبي في تلك الفترة يمكن الأخذ به وتطبيقه في الشمال أو قل محاولة رأب الصدع بين المجتمعين على الأقل بنبذ وترك والقضاء على الكثير من الظواهر التي أثارها في مسلسله... 
ولكن مع الأسف جرت الأمور باتجاه عكسي.