صائليات .. التضخم القادم وكيف سنواجهه ؟

عندما يشتكي الناس في بلادنا من غلاء اسعار المواد الغذائية، فعليهم أن يعلموا أنّ العالم على أعتاب كارثة تضخم، ستصيب العالم بالفزع وستتخذ الدول على اثرها قرارات حمائية لتقليل الصادرات الغذائية، 
لهذا التضخم أسباب كثيرة منها سياسات أمريكا النقدية، التي انتهجتها خلال الأعوام القليلة الماضية، والتي أدت لطباعة كميات إضافية هائلة جدًا من الدولار بدون غطاء، والسياسات النقدية لدول العالم بشكل عام، والتي تسبح في فلك الدولار، والزيادة المطردة في سكان العالم، ومشاكل التصحر وسلوك الانسان الذي هجر الإنتاج الزراعي والحيواني وزحف من الريف إلى المدن، واختلاف المناخ والتلوث،  لذلك سيستمر هذا الأرتفاع بشكل مطرد خلال السنوات المقبلة، ليس في الجنوب ولكن في العالم أجمع، وأقل ما يمكن وصفه لهذه الحالة هو إن العالم مقبل على تضخم لم يسبق له مثيل، وسترتفع أسعار الغذاء وكل المواد الأساسية، إلى 3 أضعاف حاليًا على الأقل، 
في الجنوب وفقط في الجنوب الغني مائيًّا بالنسبه لباقي اليمن، ما لم تقوم الدولة بخطة نهضة غذائية وتحمي كل من يقوم بالاستثمار الزراعي والحيواني، وتسعى لاستغلال الصحاري والمياه الجوفية في الجنوب الغني جدًا بالمياه ومجاري السيول، والتي منها أنهار جارية مدى العام، كما في نهر وادي حجر وأغيال حضرموت..

على الدولة القيام بتوفير أراضي زراعية بمساحات كبيرة (لا تقل عن 10 فدان) للشباب والمستثمرين وفق خطة إنتاج معتمدة من الدولة، فيها تنوع حقيقي بالمزروعات وفق خطة علمية ومركز علمي زراعي متطور وفاعل، وتشجع المواطنين على الزراعة والانتاج الحيواني والصيد.. وتفتح المجال لتحقيق تنوع غذائي ونهضة في الصناعات الغذائية والتحويلية،
وتشجع على تشكيل شركات مساهمة تستثمر في المجال الغذائي وبرؤوس أموال مجمعة وضخمة.

وتستثمر في تحويل مخلفات المدن لأسمدة، ومخلفات البلاستيك والاطارات لمواسير الري البلاستيكي، وتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لتشغيل المزارع بالكهرباء النظيفة، فقط خطة مثل هذه يمكن أن تحقق النهضة وتقلص الفجوة الغذائية، وتفتح المجال للتصدير، وبدون خطة مثل هذه في الجنوب، لا يمكن أن تكون هناك حلول حقيقية لمشاكل المجتمع، ونهضة الأمة..

لا يملك مجتمعنا وقت طويل للبدء في هذه الإجراءات، فنحن متأخرين جدًا جدًا، ويجب أن تكون هذه هي الأولوية لقادة المجتمع وصناع الفكر، وإلا فإننا وكثير من الدول المجاورة قادمين على مجاعة مدمرة،
القرار لكم....
اللهمّ هل بلغت، اللهمّ فاشهد..

21 مايو 2022