آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-04:23م

في ذكرى استشهاده السابعة.... الشهيد القائد طه علوان البوكري ، بطولات وتضحيات خالدة في ضمائر الاحرار

الإثنين - 25 أبريل 2022 - الساعة 10:44 ص

أنعم الزغير البوكري
بقلم: أنعم الزغير البوكري
- ارشيف الكاتب


تهل علينا الذكرى السابعة لأستشهاد اسد الصحراء وبطل النزال ، وصنديد ميادين الوغى القائد البطل العميد الركن طه علوان البوكري البوكري ،  قائد جبهة خرز الجحار ومشعل اول شرارة المقاومة الجنوبية ،الذي رسم  ملحمة تاريخية سطرها في مشهد لم يشهده العالم في العصر الحديث.

اننا إذ نستذكر هذه الملحمة التاريخية لنستلهم منها العبر والدروس من متانة الموقف الذي وقفه هذا القائد العظيم في وجه مليشيات الظلم والطغيان ، وكذلك لكي لاننسى فإننا مطالبون لإحياء هذه الذكرى العظيمة لتبقى ذاكرة الأجيال القادمة

في يوم الاتنين الموافق 24 من ابريل 2015 خيم الظلام في سماء الوطن في ذلك اليوم وطاف الحزن و الاسى على قلب  كل من سمع نبا استشهاده الذي نزل كصاعقة صعقت القلوب الماً واحرقت الفؤاد لهبتاً وسالت العيون انهاراً من الدمع وبللت كل خداً ولحية بكى لمقتلة كل رجلاً و امرأة كل شيبة وشاب وكهلاً وكل طفلاً ورضيع  وكل اخاً وصاحب وكل صديقاً وعزيز وكل غالي.

لشهيدنا البطل تاريخ بطولي مشرف منذو انخراطه في السلك العسكري في نهاية الستينيات ، إضافة إلى مواقفه الثابته والبطولية في حرب94 حينما كان آنذاك اركان حرب لواء باصهيب ، وصمد واستبسل وقاتل قوات صالح قتال الابطال ، وحينها تلقى اتصال هاتفي من الرئيس علي عبدالله صالح يخاطبه بوقف إطلاق النار ، رد عليه الشهيد القائد العميد الركن طة علوان بكل شجاعة وأنفة وعزة اننا أتلقى اوامري من وزارة الدفاع ووزيرها هيثم قاسم طاهر واغلق المكالمة ، وقاتل إلى أن نفذت ذخيرة وأخرج مسدسة وقاتل إلى آخر طلقة فيه ليوقع بعد ذلك اسيراً بيد بيد قوات علي عبدالله صالح، وحينما قابله الرئيس صالح في الاسر سأله قائلاً يا صبيحي لو انكم انتصرتم ماذا فاعلون ، ورد عليه الشهيد البطل طه علوان البوكري بكل شجاعة وأنفة وعزة وكبرياء لو انتصرنا سنجعل من جماجمكم منافل لسجائر الاحرار...ياله من قائد شجاع ورجل صنديد، لم يخاف أو يرهب وهو في يد ذلك الرجل ، بل رد بكل شجاعة وأنفة دون أن تهز له شعره من راسه.... حقاً أنه رجل من الرحال العظماء النادرين في زمننا هذا

وبعد اجتياح مليشيات الحوثي لأرض الجنوب والتمدد صوب مناطق الصبيحة حينها خرج الشهيد القائد طة علوان رابط الجاش لأبس لباس الحرب وابى المساومة او الخنوع لكل شيء مقابل ان تطأ تلك المليشيات وأذيالها من المنبطحين مسقط رأس اللواء الأسير محمود الصبيحي.

انطلق طه العميد ركن طه علوان البوكري وشكل المقاومة الجنوبية والتف حوله رجال القبائل واستطاع إجبار المليشيات الحوثية على الهروب من خور عميرة وجبال خرز، وبعد ان تمكن من تطهير مناطق جبال خرز انطلق لتحرير جبال المخانيق وبالرغم من عدم امتلاك المقاومة الشعبية اي نوع وقتها من السلاح المتوسط او الثقيل مقابل ما تمتلكه جماعات الحوثي وصالح.

فكانت وسائل الاتصالات وشبكات الجوال غير متوفرة والامور في المنطقة العسكرية الرابعة متاهة كبيرة ، الا ان كل تلك المصاعب لم تقف عائقا امام بسالة واقدام وشجاعة القائد العسكري المعروف  الذي عرف في كل منطقة ومرحلة ببصماته  العسكرية والميدانية المشهودة منذ الاحتلال البريطاني لعدن وما تبعه في البلد من الإحداث وصولا لإحداث صعدة ومحاصرة لواء الشهاري حينها والذي كان الشهيد  أركان حرب لذاك اللواء فحوصر لستة أشهر متتالية.

حقا ان العظماء هم من يغيرون مجرى التاريخ واولئك الإبطال دمائهم هي من تصنع ضوء هذا الفجر ورائحة دمائهم الزكية هي من جعلت من بعض الاقزام والخونة والمرتزقة الى العهد القريب  من يصولون ويجولون ويحتشدون ويستعرضون عضلاتهم  وبطولات هم يعرفون تماما  عند اشتداد المعارك وكانت المقاومة وإبطالها في عدن والأرض الجنوبية هم من يتصدون بالآليات لقذائف ومجنزرات صالح والحوثي فيما قادة اليوم ممن اردوا ان يعلموننا الوطنية ومن اصبحوا يوزعون كل يوم لنا ويفصلون صكوكا للوطنية والزعامة.

لم يجد الشهيد طه علوان البوكري رحمة الله تغشاه حينها اي طريقة للدعم اللوجستي او الدعم المباشر سوى ما اخذ الاهالي من بيوتهم من رصاص الي في وقت يمتلك العدو انواع مختلفة للأسلحة المتوسطة والخفيفة.
فلم يكن رحمه  الله من عشاق الاعلام او عشاق الظهور والبطولة  المزيفة.. ولذلك استشهد، ولم نشاهد أحد بتخليد مواقف وبطولات أسطورية لقايد عسكري كبير حينها حيث سقط كأكبر قائد عسكري جنوبي في المعركة  في جبال الجحار بالشريط الساحلي للمضاربة ولم تستطع حتى اليوم هذه المليشيات الغازية الدخول لأي منطقة من هذه المديرية سواء من الجهة الجنوبية مع بدء الحرب او حتى من الجهة الشمالية المحاذية لتعز.

سيظل اسمك مضيئاً ونبراس في سجل الخالدين بقدر ماتظل تضحياتك وبطولاتك خالدة صفحات التاريخ ماثلة في ضمائر الاحرار تتجدد مغازيها في ذكرى استشهادك.

ختاماً نسأل الله أن يرحم شهيدنا البطل القائد العميد الركن طه علوان وان ينزله منازل الصديقين والأنبياء ،وان يعجل من شفاء رفيق دربه الجريح الشيخ علي حسن ثابت جشنان الاغبري.