الحال يذكرني بكلمة الرئيس علي سالم البيض في مؤتمر المصالحة الذي انعقد في الأردن عام ١٩٩٤م قبل اندلاع حرب الانفصال (سنتناسى كل جراحاتنا ، و نسكت حوار الطلقات و نستبدله بحوار الكلمات ، لان اليمن اغلى من الجميع)
التاريخ اليوم يعيد نفسه
كلنا خسرنا
كلنا فقدنا أعز من نحبهم و اغلى ما نمتلكه
لم تترك الحرب لنا شيئاً...
لم تكف دموع امي حتى البارحة - لفقدانها ابناء اخوتها ... ومع ذلك لازلنا نقول ان اليمن اغلى و مشروعنا الوطني الجامع - أكبر من / عيدروس الزبيدي و طارق عفاش و وكل أعضاء المجلس الرئاسي الجديد ..
نحن للأسف أكثر الكائنات على هذا الكوكب - معاناة و جراح و شتات و حزن وغربة .. نحن فقط .
ومع هذا دوما نمد ايدينا لمن يهب هذا الوطن فرصة جديدة للسلام ..
وليس أي سلام ..ولكن سلام الشجعان الذي لا يستثني احد
سلام يحفظ لليمن سيادتها و استقلالها ..
من أراد الوقوف معنا فلا يُملي علينا ما الذي نريده و لا نريده ...
( لسنا عبيد لأحد )
و لسنا قاصرين عن السير ببلادنا نحو غد جديد ...
قلناها و للمرة الالف و لكل أطراف الحرب دون استثناء (حوثيين و عفافيش و انتقالي و اصلاح و مؤتمر) و قبل ان تنطلق مدافعكم و صواريخكم و فرق القناصة و ادواتكم الخارجية ، لا نريد الحرب نيابة عن احد ، لكنكم اوصلتم البلاد إلى هذا الخيار الكئيب و النفق المظلم ، و اليوم نقول لسنا في موضع المحاكمة ،
ضعوا اسلحتكم و كونوا صادقين في دعوة كل أطراف الحرب و على رأسهم جماعة الحوثي- و تناسوا احقادكم و ترفعوا عن نواياكم البعيدة التي جلبت لنا اتعس الظروف السيئة التي حاقت بنا ...
نحن بدورنا كشعب سنتناسى مؤقتاً ، حتى يتم الإفراج عن آلاف الأسرى و المعتقلين (الكل مقابل الكل )
و سننسى حين تفتح المطارات و المنافذ و تنزع الألغام و يستتب الأمن و السلام و الدعوة لمصالحة وطنية جامعة لا تستثني أحد و تلغى كل الأحكام الظالمة في حق المعتقلين ....
هذا هو الرهان الذي نعقده عليكم ...
لستم ملائكة ، كلكم ارتهتنم للاجندات الخارجية و كلكم حاربتم بالوكالة عن غيركم (و الله المستعان)
و نحن من دفعنا الثمن ...
لا تفلتوا فرص السلام فقد لا تتوفر ذات يوم
و ربما ينقلب الشعب على جلاديه و يرسم مشروع جديداً يلفظ كل الطارئين و المسكونين بوهم الفوقية و الاستعلاء فوق الناس ...
خذوها مني كلمة صادقة مخلصة ، فرص السلام لا تتسكع على الأبواب .
ذكرى فيصل العراسي
فجر 12 إبريل 2022
الساعة الثانية صباحا بتوقيت جنيف .