آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-06:57م

أصبح حلم المواطن العثور على بقايا الطعام في براميل القمامة

السبت - 04 ديسمبر 2021 - الساعة 05:25 م

أنعم الزغير البوكري
بقلم: أنعم الزغير البوكري
- ارشيف الكاتب


بداخل عقلي وقلبي قبل قلمي كم هائل من القهر والمرارة والألم يجعلني أفكر الف مرة قبل أن ابوح به لقلمي وقبل أن يسيل حبره على الورق ويقوم بترجمة أحاسيسي ومشاعري التي لم تعد تحتمل من ذلك المشهد والموقف الذي حصل لي والذي كان من يتصدر ذلك المشهد أحد الشرفاء من أبناء وطني .

مشهد محزن يدمي القلوب، ويقهر النفوس، وتتيه العقول من هول الصدمة.

مشهد يحكي واقع مانعيشه من مجاعة وجوع وماتوصلت له الناس من غلاء المعيشة وانعدام المرتبات وتدهور الريال.

اسر عفيفة لم تجد قوت يومها، وآباء شرفاء انهكت أجسادهم الهموم عجزوا عن توفير لقمة عيش لأولادهم، بل البعض منهم اختصر الوجبات الثلاث إلى وجبة واحدة.

اسر تمر ايام وهي صائمة لم تجد مايسد جوعها والبعض منهم يتسلل ليلاً إلى براميل القمامة للبحث عن بقايا طعام اللصوص والفاسدين لجلبه لاولاده الذين مضت ايام والجوع ينخر امعائهم....وهذا ما شاهدته بأم عيني مساء اليوم الجمعة.

بينما كنت عائداً إلى مدينه الشعب توفقت في مدينة إنما لأخذ ماء من إحدى البقالات المجاورة، وبالصدفه لمحت عيني أحد الأباء وبجانبه امهات يتسابقن على براميل القمامة للبحث فيها وكل امنياتهم أن يجدن بقايا طعام ليطعوا به أولادهم .

وعند سؤالية لهن أجابت احداهن بأن أولادهم منذو الامس وهم لم يأكلون شيئاً مما اضطرت للذهاب إلى براميل القمامة لعل وعسى أن تجدن ما يسد به جوع أولادها...اما ذلك الاب الذي للاسف كان بالأمس أحد القادة العسكريين الذي اهتزت الميادين بضرب أقدامهم وكانوا من أرفع الطبقات معيشيا أجاب والدموع تنهمر من عينيه بأنه يحمل رتبة عقيد متقاعد في القوات المسلحة وراتب لايتجاوز ستون الف ريال قال لي ياولدي انت لم تشاهد الأسر التي تخرج كل يوم ليلاً للبحث في براميل القمامة عن بقايا الطعام لتسد به جوعها ...أما عن نفسه فاجبني بأن القهر والمرارة التي بداخله حينما يشاهد أولاده ينامون دون أن يجدوا قوت يومهم هو ماجعله يخرج للبحث عن غذا يسد به بطونهم الجائعة،بينما توصلت تخزينه بعض القيادات في اليوم أكثر من400 الف ريال، بذح ليس قبله ولا بعده بذح  توصل له اولئك اللصوص والرعاع على حساب معاناه المواطن.

أظلمت الدنيا في وجهي وشعرت بدوران الأرض من حولي وانهمرت عيوني بالدموع من ذلك المنظر الذي شاهدته .

اين نحن من تلك الأسر العفيفة التي أصبحت تجول الشوارع متنقلة بين براميل القمامة للبحث عن بقايا الطعام؟!

اين قيادتنا ومسئولينا من ما يحصل للمواطنين في الجنوب ؟!

تبا لكل من يأكل مالذ وطاب على حساب أسر لم تجد قوت يومها.

لعنة الله وملائكته على من أوصلنا إلى هذا الحال.... وعاراً على كل من يصمت أمام مانعيشه من فقر ومجاعة لم يشهد لها التاريخ من مثيل.

ملايين الدولارات من حق هذا الشعب الكادح والجائع ينهبها اللصوص والفاسدين وقيادات اخر زمن ويستثمرون بها ويبنون الفلل والعمارات بينما في المقابل هناك أسر تحلم بالحصول على ماتسد به جوع أولادها من براميل القمامة؟!

هل أصبح العثور على بقايا طعام من براميل القمامة هو حلم المواطنين؟!
للاسف كان المواطن يحلم بالعيش حياة كريمة استبشر خيراً في تدخل دول التحالف لكن سرعان من تبخر حلمة وأصبح سراباً وازداد وضعه المعيشة سوءاً مقارنه مع ماكان يعيشه قبل حرب2015.