آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-11:00م

ليلة من الأهرام و140 عام من الريادة.!

السبت - 30 نوفمبر 2019 - الساعة 11:11 ص

محمد مهيم
بقلم: محمد مهيم
- ارشيف الكاتب


لطالما ارتبط اسمها بكل مادرسناه من مواد دراسية إعلامية خلال مشوارنا الجامعي منذ أول سنة وحتى اليوم، إلا وصحيفة "الأهرام" حاضرة بتاريخها الكبير منذ بداية تأسيسها ومراحل تطورها.

لكن الواقع هذه الليلة قد كان مختلفا تماما، إذ بي في قلب هذه المؤسسة الإعلامية الكبيرة على مستوى الشرق الأوسط، ذلك الصرح الشامخ والعلم العربي الذي أدهشني وأدهش زميلاي سامر سمير وأيمن القاضي اللذان كانا بمعيتي مساء البارحة.

ونحن بين مبانيها الشاهقة وطرازها الهندسي المعماري الرائع يستقبلنا الأستاذ  "مجدي بكرى" أحد رواد هذه المؤسسه وعضو التحرير فيها، الذي استقبلنا بحفاوة كبيرة طاف بنا خلالها كل أرجاء وأقسام الصحيفة.

لم يكن ببالي بتاتاً خلال مكوثي بالقاهرة أن أفكر بزيارة مؤسسة الأهرام، لولا تواصل مدير إعلام لودر أستاذي القدير "جهاد بن حفيظ" وحثه المستمر وتنسيقه لي هذه الزيارة.

كانت بداية زيارتنا للقسم الرياضي واللقاء بنائب مدير تحرير القسم الأستاذ "محمد صبري" ، الذي قدم لنا شرح موجز عن القسم الرياضي وطريقة العمل فيه وانتقاله من الورقي إلى إلكتروني، بعد ذلك توجهنا إلى قسم الإخراج الصحفي الرئيسي لكافة الأقسام الذي شهدنا فيه التناسغ التام بين جميع موظفيه كخلية النحل وسط جو هادى وجميل، رغم ضغط العمل وتدفق المعلومات والأخبار على الصحيفة. 

أبرز ماتعانيه مؤسسة الأهرام هي ثورة التطور الإلكتروني حيث قل عدد مطبوعاتها بشكل كبير جدا، وتسعى الأهرام في الوقت الحالي إلى تطوير هذا الصرح إلكترونيا 

حتى ينال مكانته المستحقة قديما وحاضرا 

وقد كان يتواجد بالصحيفة اكثر 12 الف موظف ليتقلص مؤخرا إلى 8500 موظف بسبب التطور الحاصل.! 

◼تاريخ صحيفة الأهرام.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

تأسست الأهرام في 27 ديسمبر 1875 من قبل اثنين من الأشقاء اللبنانيين، بشارة وسليم تقلا، اللذين كانا يعيشان في ذلك الوقت في الإسكندرية. وصدر العدد الأول في 5 أغسطس 1876، في المنشية بالإسكندرية، كما انها بدأت صحيفة أسبوعية تصدر كل يوم سبت، ولكن بعد شهرين من تأسيس الصحيفة، حولها الاخوة إلى صحيفة يومية. وقد تم توزيع هذه الصحيفة في مصر وبلاد الشام. في نوفمبر عام 1899، تم نقل مقر الأهرام للقاهرة. وقد كانت الأهرام منذ صدورها الأسبوعي تهتم بالأخبار الرصينة، وتمتنع عن التوافه، وكان سليم تقلا يرى في الصحافة رسالة ووظيفة تأبى على حاملها أن يزل في لفظ أو يخطئ في تعبير؛ لذلك كان يأنف الطعن في الأشخاص والهيئات، ويتحرى الدقة فيما ينشر. وكان أسلوب الأهرام أكثر سلاسة ووضوحا من الصحف المعاصرة لها؛ إذ استطاع سليم وبشارة -وكانا من ذوي الثقافة الفرنسية، ويمتلكان حظا وافرا من الثقافة والبيان العربي- أن يشقا للأهرام وللصحافة المصرية والعربية أسلوبا جديدا في الكتابة الصحفية، يبتعد عن السجع وأساليب الكتابة الإنشائية التقليدية، واعتمدا على اللغة الرصينة السهلة التي تلائم طبيعة الصحافة السيارة التي تخاطب القراء على اختلاف ثقافاتهم. وصف طه حسين الأهرام بأنها "ديوان الحياة المعاصرة"؛ فالأهرام ليست صحيفة امتد بها العمر حتى شاخت ووصلت من الحياة إلى أرذل العمر، ولكن مرور الزمن كان يزيدها أصالة، ومن ثم فهي صحيفة تحمل على ظهرها تاريخا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، محليا ودوليا؛ فشمولها للأحداث جعلها ديوانا للأحداث بلغة عصرها وانفعالاته واهتماماته.