آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-01:31ص

العالم أصبح مثل قرية صغيرة

السبت - 29 ديسمبر 2018 - الساعة 07:38 م

العميد خالد النسي
بقلم: العميد خالد النسي
- ارشيف الكاتب


لي تجربة محدودة جداً في الكتابة ومن فترة طويلة لم أكتب لأسباب كثيرة منها أنني لا أملك مقومات الكتابة إلى منذ فترة ومن خلال متابعتي لما يحصل في المحافظات الجنوبية وخاصة عدن أصبحت لدي وجهة نظر حول ما يحصل ورأيت أن أقولها الأكيد سيكون هناك من يقتنع بها وسيكون هناك من يرفضها وبشدة والأكيد والله شاهد إنها وجهة نظر أريد طرحها بدون حسابات أو مصالح أو ولاءات وتظل وجهة نظر قابلة للصواب والخطأ.

الجنوبيون لهم قضية حقيقة وعادلة ولا أحد ينكر هذا ولابد يأتي اليوم الذي تحل فيه هذه القضية وبما يرتضيه ابناء الجنوب ونظراً لموقعه الجغرافي ستبادر أطراف اقليمية ودولية على حل القضية الجنوبية لعلم الجميع انه لا يمكن أن يستقر اليمن والمنطقة إلا بحلها ولكن ما الذي يجب علينا كجنوبيين أن نعمله لآن هذه قضيتنا ونحن المعنيين بها أكثر من اَي طرف أخر.

الواقع يقول وللأسف أن الجنوبيين الذي يتحكموا بالشارع الجنوبي يعملوا على تعقيد القضية الجنوبية أولاً على مستوى الشارع الجنوبي وثانياً على اَي طرف خارجي يريد أن يساهم في حلها.   

الجنوب اليوم من المهرة شرقاً وحتى بأب المندب غرباً لا يوجد على أراضيها غير ابنه   تغير الواقع على الأرض ولم يتغير الفكر في العقل الذي استمر على فكر خمسينيات وستينيات القرن الماضي وثورته التحررية شرقاً بفكر ماو وغياب وغرباً بفكر جيفارا وكاسترو ولم نستوعب انه تغير كل شي ولم تعد هناك اَي نقاط مشتركة مع ذلك الوقت وافكارة.

ومع هذا مازال الكثير يحمل ويردد ثورة ثورة يا جنوب ومع احترامي وتقديري لهذا الشعار العظيم الذي كان وجوده مطلب في فترة معينة لكن اليوم الثورة ضد من   لا يوجد على أرضنا غيرنا ولكن الثورة يجب أن تكون ضد الأفكار والعقول المتحجرة وهذه تحتاج منا فقط إلى جلسة صفاء مع النفس ومناجاةً للضمير.

اليوم العالم أصبح قرية صغيرة تتحكم به لوبيات ومن خلال شيئين فقط هما الإعلام والإقتصاد ومن خلالهما أصبحت تسيطر على القرارات السياسية لدول عظمى وكل المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة   لذا يجب أن نسأل أنفسنا أين نحن اليوم من الإعلام والاقتصاد وللإجابة على هذا الجنوبيون اليوم لا يملكون اَي وسيلة إعلامية مستقلة تعبر عن قضيتهم وتوصلها إلى المجتمع الدولي ولا يملكون اَي موارد مالية تساعدهم حتى على تشغيل مؤسسة واحدة لا يجب أن نقفز على الواقع ونبيع الوهم لانفسنا لانه مهما عملنا ومهما قلنا لا يمكن أن تحل القضية الجنوبية إلا بتنسيق وتعاون مع الإقليم والعالم والذي مازال ينظر للجنوب أنه جزء من اليمن واليمن جزء من المنطقة والمناطق جزء من العالم تجمعهم كثير من المصالح المشتركة لا يمكن أن يفرطوا فيها لذا يجب أن نتعامل مع العالم من خلال هذا الواقع ونستغل التغيرات والمتناقضات الحاصلة في اليمن والإقليم لصالح القضية الجنوبية.

يجب أن نستمر مع الإجماع لأن العالم يعترف بشرعية يقودها الرئيس هادي يجب على الجنوبيين أن يحرصوا على التواصل معه ويوظفوا هذا التواصل وهذه العلاقة لصالح قضيتهم على المستوى السياسي.

وعلى المستوى المعيشي يجب توظيفها لصالح الإنسان الجنوبي وكل ما يرتبط بحياته مثل التعليم والصحة والكهرباء والماء وتشغيل المؤسسات الإيرادية وتكون هذه بعيدة عن اَي صراع ويكون المساس بها جريمة أقول هذا قبل فوات الأوان لأن الانسان أياً كان ومن اَي مكان لا يريد سوى العيش بأمن واستقرار مع توفر الإمكانيات التي تؤمن له ولابنائه حياة كريمة وإذا استمر الحاصل اليوم في الشارع الجنوبي من بلطجة وفساد وعنصرية وتعكير حياة الإنسان الجنوبي وبأسم القضية الجنوبية سيأتي طرف في يوم من الأيام ويقدم للجنوبيين ما يضمن لهم حياة كريمة وسيجد الشارع الجنوبي معه وبكل قوة بغض النظر عن من يكون هذا.

قبل أن يشغل أحد فكرة ويقول إنني أكتب هذا خدمتاً للشرعية ولمصالح شخصية أقول له أقسم بالله العظيم أنني أكثر من ظلم منها وأنا اليوم مهمش ولكن لأن القضية قضية وطن وشعب يجب أن تكون أكبر من المصالح الشخصية.