آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-06:12م

الاتجاه للهاوية

الإثنين - 05 أكتوبر 2015 - الساعة 04:04 م

صائل حسن بن رباع
بقلم: صائل حسن بن رباع
- ارشيف الكاتب


تتجه الأحداث متسارعة ناحية الصدام في الشرق الأوسط يقودها إلى ذلك عوامل عده لعل أهمها وأخطارها تصاعد حدة التطرف الديني والمذهبي وغياب المشروع القومي الجامع لشتات الأمه وتراجع الانتماءات الوطنية والقومية أمام صعود الإحساس بالانتماء المذهبي والانتماء لمرجعيات دينيه.

الخطاب القومي

المتابع للخطاب الإعلامي العربي الرسمي سيلاحظ التغير الكبير في المفردات المستخدمة اليوم مقارنه مع تلك التي كانت تستخدم أيام المد القومي وخصوصا (الناصري والبعثي) فبرغم الخلاف غير المفهوم بين التيارات القوميه في تلك الفتره وظهور بعثيه عربيه سوريه وبعثيه عربيه عراقيه تتبادلان العداء بدون الافصاح عن الأسباب وراء هذه العداوه، إلا أن الخطاب الإعلامي العربي الرسمي ضل ملتزما بالخطوط العامه رافضا الإنحدار الى مهاترات لا تؤدي الا لتغذية الصراع العربي - العربي لصالح أجندات خارجيه بلا شك.

الخطاب الديني

لم يلتزم الإسلاميين الأعلى صوتا اليوم بأي خطوط حمراء أمام الإعلام أو أمام أي شئ آخر وبدلا من البعث السوري والبعث العراقي ظهر اليوم أنصار الشريعة وأنصار الله وبدلا من التيارات الناصرية والاشتراكية ظهرت التيارات الجهادية السنيه والجهادية الأمامية (الشيعيه) وتارة باسم الدولة الإسلامية وتارة باسم الخلافة وتارات أخرى بأسماء أحزاب وحركات وكلها تعمل تحت راية الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وأئمة المسلمين.

مصطلحات الفتنه

الصراع الإسلامي استمد قوته من مخزون التراث والتاريخ فأستخدم كل المصطلحات التي إستخدمتها الفرق المختلفه لمهاجمة بعضها البعض في كتب التاريخ وأستحضر كل عداوات الماضي ليوضفها في صراعات اليوم.

بل إن الإسلاميين أخذوا يحثون الجمهور للمطالبه بثأر الإمام الحسين رضي الله عنه الذي قتل قبل 1400 عام ولا أدري من الذي يجب أن يأخذ منه هذا الثأر وفي المقابل يصف الطرف الآخر مخالفيه بوصوف كابن العلقميه (نسبه لابن العلقمي الذي خان الدوله العباسيه قبل 1200 عام)  ولا يتورع هؤلاء عن وصف مخالفيهم من مسلمي الطرف الآخر بالمجوس والصفويين وغيرها من الوصوف.

العبر مما عبر

على إسلامجيوا اليوم أن يتعلموا من أخطاء قومجيوا الأمس ويفهموا أنهم بمعاركهم المقدسه التي يستعدون لخوضها ضد بعضهم إنما يخدمون أعداء الأمه فلن يستفيد من عدائكم لبعظكم سوى عدوكم المشترك كائنا من كان.

درس اليوم

ما زالت شعوب المنطقه بإنتظار ذلك المخلص الذي سيخلصها من كل أوهامها القوميه والدينيه ويبشر بعهد جديد يستوي فيه الكردي والعربي والأمازيغي ومن يسكن معهم من غير هذه القوميات جميعهم يستوون أمام عدل القانون وسماحة الديانه ومدنية الحضاره التي يجب أن تمد يدها لكل جيران العرب من الأتراك والإيرانيين أولا ثم بقية الأسيويين وجيرانهم من الأفريقان والأوروبيين ليخلقوا حضاره يستحقها هذا الموقع من العالم وشعوبه التي سكنت قلب العالم وشكلت روحه وحكمته.